برشيد: انقطاع المياه و عدم جودتها حول بيع الماء بالتقسيط إلى تجارة مزدهرة
متابعة-احمد رباص
منذ عدة أسابيع ومدينة برشيد، الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الدار البيضاء، تعاني من إجهاد مائي حاد، مما أدى إلى نقص المياه. أدى هذا الوضع إلى ظهور عمل جديد غير شائع في المناطق الحضرية: بيع الماء بالتقسيط من قبل الباعة المتجولين.
في شوارع برشيد، أصبح المشهد مألوفا: تحت أشعة الشمس الحارقة، يجوب الباعة المتجولون، المجهزون بصهاريح أو بيدونات مملوءة بالماء ومكدسة على عربات أو سيارات، تجوب المدينة بحثا عن المشترين. ولسبب وجيه، دفع انقطاع المياه، وكذلك عدم جودة المياه التي يتم تقديمها عبر شبكة التوزيع، والتي يتم التنافس عليها أحيانًا، العديد من السكان إلى البحث عن بدائل. هذا الوضع سرعان ما تحول إلى فرصة مريحة للبعض.
لا يجد هؤلاء التجار المرتجلون صعوبة في العثور على زبناء مستعدين للدفع لتجنب شرب مياه الصنبور، والتي يعتبرها العديد من السكان غير صالحة للاستهلاك أو لها طعم مالح غير مستساغ. لكن عندما يُسأل التجار عن مصدر المياه المعروضة للبيع بهذه الطريقة، يكتفون بإجابات مراوغة: يقول معظمهم إنهم يشترون 500 لتر
بـ 150 درهما من مستغلي الآبار أو الينابيع في أطراف المدينة… دون تحديد أي منها.
في برشيد، يشكل هذا البديل عبئا إضافيا على ميزانية الأسر. وفي الواقع، فإن المياه التي يبيعها الباعة الجائلون تباع بأسعار قد تصل إلى 6 دراهم للحاوية بسعة 5 لترات، وهي ليست رخيصة حقا. ونتيجة لذلك، وبسبب عدم قدرتهم على تحمل هذه النفقات، يستسلم العديد من السكان لشرب ماء الصنبور.
وعند سؤالهم عن ذلك، فإنهم لا يخفون إحباطهم العميق من هذا الوضع الذي يبدو أنه مستمر على الرغم من شكاياتهم المتكررة والمرفوعة إلى السلطات المحلية.
في الأشهر الأخيرة، تعرضت مدينة برشيد لعدة انقطاعات في المياه. وكان آخرها يوم 15 غشت، بسبب العمل على ربط محطة تحلية الجرف الأصفر بمحطة معالجة سد الدورات، المزود الرئيسي للمدينة بالماء الشروب.
للتذكير، خلال جلسة استثنائية لمجلس مدينة الدار البيضاء، المنعقدة يوم الأربعاء 7 غشت الأخير، كانت عمدة المدينة نبيلة الرميلي قد أبلغت عن وضعية مائية “حرجة ومقلقة” في جهة الدار البيضاء-سطات، رغم ربطها بحوض أبي رقراق.
ومع ذلك، فإن كمية المياه المنقولة من هذا الحوض لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمنطقة من الماء الصالح للشرب، خاصة بسبب محدودية قدرة العبور بين الرباط والدار البيضاء. وفي هذا السياق، تم اتخاذ تدابير مستعجلة، منها تخفيض التدفق بنسبة 10٪ في شبكة التوزيع بالدار البيضاء، كما يجري تنفيذ مبادرات لنقل المياه المحلاة من الجرف الأصفر إلى العاصمة.
بالنسبة إلى مدينة برشيد، تقتضي نفس الرهانات تنويع مصادر إمدادات المياه. يشكل المشروع الجاري تنفيذه لربط محطة تحلية الجرف الأصفر بسد الدورات خطوة حاسمة في ضمان الوصول المستقر إلى مياه الشرب، في انتظار تشغيل المحطة الكبرى لتحلية ماء البحر بالدار البيضاء، التي ينبغي أن تستجيب بطريقة أكثر استدامة لتلبية احتياجات المنطقة من الماء.