اخبار جهوية

برشيد: مستشفى الرازي للطب النفسي يعاني من خصاص في الأطر ونقص في الأدوية

متابعة: أحمد رباص

دفع النقص المقلق في عدد الأطباء النفسيين والممرضين المتخصصين في الصحة النفسية والعقلية بمستشفى الرازي للطب النفسي برشيد، بالإضافة إلى نقص الأدوية، أهالي المرضى إلى تنظيم حركة احتجاجية للتنديد بالوضع المقلق الذي تعيشه هذه المؤسسة الصحية المتخصصة في الرعاية النفسية.
الوضع لا يبشر بخير في مستشفى الرازي للأمراض النفسية ببرشيد (جهة الدار البيضاء-سطات)، بسبب خصاص في الأطباء الممارسين ونقص في الأدوية.
نكاد نتيقن من أن عدداً من المرضى النفسيين سيتركون لمصيرهم، في ظل غياب الطبيب الوحيد الدكتور رابح نجاري، المتخصص الوحيد في هذا المجال، لفترة طويلة. ويشغل نفس الوقت منصب مدير المؤسسة ورئيس قسم المستعجلات والعيادات الخارجية.
وقد نزداد قربا من اليقين عندما نرى وضع هذه المؤسسة النفسية تفاقم بعد خروج خمسة أطباء متخصصين كانوا قد غمروا المستشفى بالشهادات الطبية، الأمر الذي دفع وزارة الصحة إلى اتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم، من خلال التشطيب على بعضهم والمصادقة على استقالة الآخرين.
ومما لا شك فيه أن هذه القضية عرت أيضاً عن ظاهرة الموظفين الأشباح الذين لا يعرف الجميع مهامهم وطبيعة خدماتهم داخل المستشفى.
لتصحيح الوضع، سوف يتم استدعاء مفتشية وزارة الصحة بهدف التحقيق في المشاكل التي تعرقل حسن سير العمل في مستشفى الرازي للأمراض النفسية ببرشيد”.
بالفعل، شكل هذا الوضع المقلق تحدياً، في المدينة، لمكونات المجتمع المدني التي دقت ناقوس الخطر، متسائلة عن مصير نتائج المهمة الاستكشافية المؤقتة التي انطلقت في يونيو 2021، بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية ببرشيد من طرف لجنة القطاعات الاجتماعية بالغرفة الأولى من البرلمان .
وضع أعضاء هذه اللجنة البرلمانية أصابعهم على الإخفاقات التي تعيق حسن سير العمل في هذا المشفى النفسي، في حين أن الحل المؤقت الذي وضعه المدير الجهوي للصحة لم يدم تفعيله طويلا. وللتخفيف من معاناة المعتقلين المرضى نفسيا، دعا أطباء القطاع الخاص إلى إجراء الاستشارات في المؤسسة بهدف تجديد العلاجات اللازمة لبعض المرضى، ووصف الأدوية للآخرين.
في نفس السياق، قال حسن الرامي، نقابي بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية، إن “قطاع الصحة بلغ الإفلاس بمدينة برشيد بشكل عام، وبمستشفى الأمراض النفسية على وجه التحديد”.
وأضاف الرامي، في تصريح صحفي أن “المستشفى الإقليمي بدون أطباء متخصصين، بينما يعيش مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الموت السريري بعد الاستقالات الجماعية”.
وأردف المتحدث ذاته بأن “الوضع ينذر بالسكتة القلبية لأن المرضى يعانون كثيراً في ظل الأزمة القائمة، والأمر نفسه ينطبق على الأطر الصحية التي لم تعد تطيق الاشتغال بهذه المؤسسة الاستشفائية”.
من جهته أفاد العربي المرضي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ببرشيد، بأن “3 طبيبات قدمن استقالتهن من المستشفى، وهو ما يندرج ضمن موجة الهجرة من القطاع العام إلى الخاص”.
وأوضح المرضي، في تصريح مماثل أن “الخصاص حاد بالمستشفى، والوزارة تحاول ما أمكن تدبيره وفقاً للإمكانيات المالية والبشرية المتاحة”، مبرزاً أن “الوزارة حاولت عقد جلسة صلح مع الطبيبات، لكنهن رفضن”.
وتابع نفس المسؤول بأن “الاستقالات عمقت الأوضاع الإدارية بمستشفى الرازي الذي يحتضن نحو 180 مريضا نفسيا”، مؤكداً أن “الوزارة أطلقت مشروعا جديدا لتوسعة المستشفى وإعادة بنائه تبعاً للمعايير العالمية المتعارف عليها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى