ثقافة و فن

“زنبقتان وشتيمة” شعر- أجدور عبد اللطيف

أيها الرفيق،
ما اسمك؟
الرقم ثمان وثمانون!
أم الألف وتسعة ومعذبون؟
لا يهم الرقم اللصيق..
متشابهة هي
كأحذية الجنود الذين بلا رتبة
مثلنا.

ناولني خبزا،
ولا تنظر إلي باستجداء!
في الحفرة اللعينة،
لا تطلب حبا.
أبعد عينيك المتوسلتين.
إذا متّ الآن ستأكلني نيئا
كبهيمة.

انخفض!
أو.. جرب أن تصيب الرفاق.. في الجهة المقابلة،
هم مثلي ومثلك
رفاق في الخبز.. في الدقيق،
أرقام تقاتل أرقاما عديمة.

ناولني رصاصتك،
ناولني روحك اليتيمة،
حان قطافها،
سأفرغ ماسورتي في صدر الظلام،
في القنوط،
في أفكاري اللئيمة.

 

هيا يا صديق،
أنا جاد،
أتعلم..
لنخرج، لننزع أزيائنا الرقيمة،
ولنتعانق بلا أرقام
نكراتٍ بلا قيمة.

ما بك ترتعد؟
استرخ يا غريق،
أسلم أنفاسك التي تضيق،
أسلمها لمعدن الرصاصة،
أو ناولنينا،
وناولني ذكراك،
لتعذبني،
جرذ محظوظ ينجو،
هات صورة ابنتك اليتيمة،
لا ينبغي أن تُلوّثَ بدماء الحثالة الأثيمة،
سأقدمها للجنرال الشاب،
سيقول في حقها خطابا رسميا،
ويتلو ألف ترنيمة.

لا تغضب هكذا،
أ الحقد هو الشعور الأخير قبل أن يمضي الإنسان؟
لا تحزن فإني..
عربون مغبّة مني
شهادة عجز،
أمام قفا الجنرال السمينة،
أمام هلاوسك،
أمام جمجمتك،
أمام الحياة الرتيبة السقيمة
سأبتاع لقبرك،
زنبقتين
وألف شتيمة.

أجدور عبد اللطيف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى