وجهة نظر

سوريا”وزير ملثم: بين رمزية الثورة وإشكالية القيادة”

رشيد ايت الساغ : جريدة تنوير

في خضم التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها سوريا بعد أكثر من عقد على انطلاق الثورة، يبرز سؤال حول رمزية ودلالات ظهور وزير في الحكومة الجديدة وهو ملثم، وكيف يمكن لهذا المشهد أن يعكس إشكاليات أعمق حول القيادة والهوية في الثورة السورية.

بين رمزية اللثام والخوف من الماضي

لطالما ارتبط اللثام في المخيلة الشعبية بالمقاومة والثورة، حيث ارتداه الثائرون في وجه الاستبداد والاحتلال عبر التاريخ. ومع ذلك، عندما يظهر وزير في حكومة تُقدم نفسها كممثل للشعب السوري وهو يخفي وجهه، تنبثق تساؤلات مشروعة: هل هو رمز للثورة أم دليل على انعدام الثقة؟

إن كان اللثام رمزًا للتحدي خلال فترة الثورة المسلحة، فإنه اليوم قد يُفسَّر كإشارة للخوف أو انعدام الشفافية. الثورة السورية، التي رفعت شعارات الحرية والكرامة، كانت تهدف إلى خلق نظام سياسي يعيد للسوريين إحساسهم بالأمان والانتماء. فكيف يمكن لشخص في موقع قيادي أن يخشى الظهور العلني بعد سقوط النظام الذي يُفترض أن الثورة قد انتصرت عليه؟

هوية الوزير: سؤال يثير الجدل

السؤال عن هوية هذا الوزير يعكس قلقًا أوسع حول طبيعة القيادة الجديدة في سوريا. هل هو سوري أم ينتمي لجماعات أو أجندات خارجية؟ هذه التساؤلات ليست بلا أساس، إذ إن الثورة السورية، منذ بداياتها، تعرضت لمحاولات اختطاف من قبل قوى تكفيرية ومرتزقة وجماعات مرتبطة بأجندات إقليمية ودولية.

اللثام الذي يخفي ملامح الوزير قد يرمز أيضًا إلى غياب الهوية الوطنية الواضحة لدى القيادة الحالية. فبدلاً من أن يكون وجه الوزير مرآة للشعب السوري، يعكس لثامه غموضًا يزيد من حدة التساؤلات حول الجهة الحقيقية التي تمثل هذه الحكومة الجديدة.

الثورة بين الطموح والاختطاف

الثورة السورية، التي بدأت كحراك شعبي يطالب بالحرية والعدالة، تعرضت منذ وقت مبكر للاختطاف من قبل جماعات تكفيرية ومرتزقة تخدم أجندات خارجية. هذه الجماعات لم تكتفِ بتشويه صورة الثورة، بل ساهمت في تعميق المعاناة من خلال تحويل سوريا إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

ظهور وزير ملثم في حكومة يُفترض أنها تمثل “سوريا الجديدة” يعيد للأذهان هذه الإشكاليات. هل نحن أمام قيادة ثورية حقيقية تعمل من أجل الشعب، أم أن رمزية اللثام تعكس استمرار سيطرة الجماعات التكفيرية أو المرتزقة على مفاصل القرار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى