الدار البيضاء: إتلاف وتعييب مراحيض عمومية يعيد طرح إشكالية سوء التعامل مع الممتلكات العامة

احمد رباص-البيضاء
لم يمر سوى شهرين على تثبيت مراحيض عمومية بمنطقة مولاي رشيد في الدار البيضاء بسبب حتى أتلفت أو اختفت نتيجة أعمال السرقة والتخريب، مما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي واستياءً كبيراً بين سكان المنطقة.
هذه الحوادث لا تعكس فقط مشكلة أمنية بل تشير إلى أزمة ثقافية واجتماعية عميقة تتعلق بالتعامل مع الممتلكات العامة والوعي الجماعي بأهميتها.
رغم الجهود المبذولة من قبل جماعة الدار البيضاء وشركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للبيئة”، اللتين أطلقتا مشروعاً طموحاً بميزانية بلغت 11.5 مليون درهم لإنشاء وتجهيز 60 مرفقاً صحياً عمومياً بمعايير جودة عالمية، إلا أن هذه المرافق تعرضت للتخريب بعد فترة قصيرة من افتتاحها.
ويعتبر المشروع الذي استهدف تحسين النظافة العامة وتوفير مراحيض صحية ونظيفة في المواقع الحيوية مثل الحدائق والشوارع الرئيسية والمناطق السياحية، جزءاً من خطة لتحسين المظهر الحضري للمدينة وتعزيز جاذبيتها قبل استضافة كأس أمم إفريقيا 2025.
هذه التصرفات أثارت جدلاً واسعاً، حيث عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من انتشار هذه الظاهرة، مؤكدين أن غياب الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة يُعيق التنمية ويهدر الموارد.
واعتبر عدد من المهتمين بالشأن المجتمعي، أن تخريب المرافق العامة لا يُلحق الضرر فقط بالبنية التحتية، بل يُعد تهديداً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث أن مثل هذه التصرفات تُضعف ثقة المستثمرين والسياح في المدينة، وتُفقدها جزء من جاذبيتها.
وتُعد هذه القضية تذكيراً بأهمية تعزيز الوعي المجتمعي وتربية الأجيال القادمة على احترام الملكية العامة.
وأكد عدد من النشطاء في تدويناتهم المختلفة، أنه لا يمكن الحديث عن إصلاح أو تنمية دون بناء عقليات تقدر قيمة الموارد المتاحة وتلتزم بالحفاظ عليها.
للإشارة، تمثل استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025، فرصة تاريخية للدار البيضاء لتحسين صورتها أمام العالم، ومع ذلك، فإن استمرار هذه التصرفات يُهدد نجاح هذا الحدث الكبير.
إيجاد حل لهذا المشكل يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من سلطات محلية، ومنظمات مجتمع مدني، ومواطنين، لحماية هذه المرافق وضمان استدامتها، لأن التنمية ليست مجرد مشاريع تُنفذ، بل ثقافة يتبناها الجميع.