صحة
داء الحصبة “بوحمرون” يزحف بصمت: الأسباب وسبل المواجهة

يشهد المغرب في الآونة الأخيرة زيادة في حالات الإصابة بداء الحصبة المعروف محليًا بـ”بوحمرون”، وهو مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الفئات الهشة كالأطفال الصغار، النساء الحوامل، وكبار السن. هذه الظاهرة تستدعي تحليلًا دقيقًا لفهم أسباب انتشار المرض، وتقييم سبل الوقاية والعلاج.
الأسباب وراء الانتشار
رغم أن المغرب سجل نسب تلقيح مرتفعة تجاوزت 95% في السنوات السابقة، إلا أن تراجع التغطية في بعض المناطق النائية ساهم في انتشار المرض. تُعزى هذه الفجوات إلى عوامل مثل نقص الوعي الصحي، أو صعوبة الوصول إلى المراكز الصحية في المناطق القروية، بحسب وزارة الصحة المغربية.
الحصبة مرض شديد العدوى ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل عبر الأسطح الملوثة. انخفاض معدلات التلقيح في مناطق معينة أدى إلى ظهور بؤر جديدة للمرض، ما يعكس حاجة ماسة إلى تحسين جهود التوعية الصحية وتعزيز الحملات الوطنية.
الإحصائيات الحالية
وفقًا لوزارة الصحة المغربية، تم تسجيل حالات متعددة في مناطق مثل ميدلت وبعض الدواوير القروية الأخرى. نصف الوفيات المسجلة بسبب المرض كانت بين الأطفال دون سن 12 عامًا، ما يبرز خطورة المرض على الفئات العمرية الصغيرة.
سبل الوقاية
تؤكد وزارة الصحة على أهمية التلقيح باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الحصبة. يُنصح بإعطاء جرعتين من اللقاح: الأولى في عمر 9 أشهر والثانية في عمر 18 شهرًا. كما دعت الوزارة الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح إلى التوجه لأقرب مركز صحي لاستدراك ذلك.
من جهة أخرى، النظافة الشخصية تلعب دورًا حاسمًا في الحد من انتشار المرض. غسل اليدين بانتظام، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، والالتزام بالحجر المنزلي عند الإصابة هي تدابير أساسية أوصت بها الوزارة لتجنب تفاقم العدوى.
العلاج والرعاية
في حال الإصابة، يُنصح المرضى بالتوجه إلى الطبيب واتباع الإرشادات العلاجية. لا يوجد علاج مباشر للفيروس، ولكن الرعاية الطبية تهدف إلى تخفيف الأعراض والحد من المضاعفات. على سبيل المثال، يُنصح المرضى بالراحة التامة، شرب السوائل بكثرة، والابتعاد عن الفئات الهشة حتى التعافي.
التوصيات
للتصدي لانتشار المرض، يجب تعزيز حملات التلقيح الوطنية، وتكثيف جهود التوعية الصحية في المناطق النائية. كما ينبغي توسيع نطاق المراقبة الوبائية لتحديد المناطق الأكثر عرضة لخطر تفشي المرض والعمل على معالجتها بفعالية.
ختامًا، الحصبة هي تحدٍّ صحي يتطلب استجابة جماعية لتجنب تفاقم الوضع وضمان حماية الفئات الأكثر هشاشة.
هشام فرجي