أخبار وطنية

في عصر الذكاء الاصطناعي: إخفاق وزارة التربية الوطنية في رقمنة الخدمات الإدارية المدرسية؟

هشام فرجي
في وقت تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا العالمية لتصل إلى مستويات غير مسبوقة وجد متقدمة، يواجه القطاع المدرسي في المغرب إشكاليات كبيرة في مجال الرقمنة، لتبقى منصات مثل “مسار” و”ESISE” نموذجاً صارخاً على إخفاق وزارة التربية الوطنية في إدارة هذا التحول الرقمي بكفاءة.
معاناة يومية أمام الشاشات
مع اقتراب مواعيد الامتحانات الإقليمية أو الوطنية وضرورة تعبئة نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحان، يجد الأطر الإدارية والتربوية أنفسهم عالقين بين شاشات الحواسيب، يحاولون بلا جدوى الولوج إلى منصات يفترض أنها مصممة لتسهيل العمل الإداري. عطل متكرر، بطء شديد، وخدمات تقنية محدودة تجعل من استخدام هذه المنصات تجربة محبطة ومستهلكة للوقت والجهد.
مفارقة التعليم والتكنولوجيا
من المفترض أن تكون وزارة التربية الوطنية في طليعة المؤسسات الحكومية التي تتبنى الرقمنة، كونها المعقل الأول للعلم والتكنولوجيا. ومع ذلك، نجد أن القطاعات الأخرى مثل وزارة المالية أو الداخلية أو العدل… قد تمكنت من تطوير منصات رقمية سلسة وكفاءة عالية تُسهل تقديم الخدمات للمواطنين، بينما يعاني قطاع التعليم من نظام رقمي يبدو أقرب إلى مشروع غير مكتمل.
المشاكل والحلول الممكنة
لا تقتصر المشاكل التي تواجهها الوزارة على الجانب التقني، بل تشمل ضعف البنية التحتية الرقمية، نقص الأطر التقنية المؤهلة، وعدم تخصيص ميزانيات كافية لدعم هذا التحول الرقمي. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً في إمكانية تجاوز هذه العقبات من خلال:
1. تحسين البنية التحتية الرقمية: توفير برانم قوية قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المستخدمين.
2. تكوين مستمر للأطر: تكوين الأطر التربوية والإدارية وتدريبهم على استخدام المنصات بشكل فعال.
3. تحديث المنصات باستمرار: مراجعة النظام البرمجي وإصلاح الأعطال بشكل استباقي.
لا يمكن تبرير تأخر وزارة التربية الوطنية في رقمنة خدماتها الإدارية، في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنصات أساسية مثل “مسار” و”ESISE”. نجاح هذا التحول الرقمي لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة لضمان استمرارية وجودة العملية التعليمية في المغرب. فهل ستسارع الوزارة إلى تجاوز هذه الإشكالات وابتكار حلول مستدامة، أم ستظل المؤسسات التعليمية أسيرة برمجيات معطلة وهدر لزمن ثمين كان يجب استثماره في بناء جيل المستقبل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى