أزمة قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات، دعوة للتدخل العاجل

تنوير -عماد وحيدال
يشهد قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات أزمة حادة أثارت قلقًا واسعًا بين سكان المدينة والمناطق المجاورة. هذه الأزمة جاءت نتيجة غياب الأطر الطبية المتخصصة، عقب انتقال الطبيبة المختصة بالعمليات القيصرية إلى مدينة أكادير وعودة البعثة الطبية الصينية إلى بلادها، مما ترك فراغًا كبيرًا في تقديم الخدمات الصحية الضرورية.
تُعد مدينة سطات مركزًا مهمًا يخدم شريحة واسعة من السكان، خاصة القادمين من المناطق القروية مثل ابن أحمد والبروج، الذين يعتمدون بشكل أساسي على خدمات مستشفى الحسن الثاني. ومع غياب الأطباء المتخصصين، اضطرت العديد من النساء الحوامل إلى التنقل لمسافات طويلة نحو مستشفيات كبرى مثل مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، في ظروف تهدد حياتهن وحياة أجنتهن، مما يعكس أزمة صحية خطيرة تستدعي تدخلاً عاجلاً.
إن مقارنة الوضع الصحي بين مدينتي أكادير وسطات تكشف عن تفاوت كبير. أكادير، كمدينة سياحية كبرى، تمتلك مستشفيات ومصحات خاصة مجهزة بشكل جيد، بينما تعاني سطات من نقص حاد في التجهيزات والموارد البشرية، مع غياب بدائل صحية كافية. كما أن سكان المناطق القروية المحيطة بسطات يعتمدون بشكل شبه كلي على مستشفى الحسن الثاني لتلبية احتياجاتهم الصحية.
علاوة على ذلك، تستفيد أكادير من بنية تحتية تدعم نظامها الصحي، بينما يواجه مستشفى الحسن الثاني ضغطًا هائلًا بسبب العدد الكبير من المرضى الذين يخدمهم وقلة الإمكانيات المتاحة.
أمام هذا الوضع المتأزم، أصبح من الضروري أن تتحرك وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشكل سريع لمعالجة الأزمة. نلتمس من الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات التالية:
إعادة الطبيبة المختصة التي تم نقلها إلى أكادير، أو تعيين طبيب مختص بديل في أسرع وقت. تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات الطبية بقسم الولادة لتقديم خدمات صحية تليق بمواطني المدينة. وضع خطة استباقية تضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمات الصحية في المستقبل.
إن أزمة قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات تُعد تهديدًا حقيقيًا لصحة وسلامة النساء الحوامل وأطفالهن، وتزيد من معاناة سكان المدينة والمناطق القروية المحيطة. إننا نناشد المسؤولين بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة واستعادة ثقة المواطنين في الخدمات الصحية بالمدينة. فالحق في الرعاية الصحية ليس امتيازًا بل هو حق أساسي يجب أن يُكفل للجميع.