خوفا من تسليمه للمغرب.. مهدي الحجاوي يختفي عن الأنظار

أحمد رباص
يواصل المغرب البحث عن الرجل الثاني السابق في المديرية العامة للدراسات والمستندات، مهدي الحجاوي، الذي لجأ إلى إسبانيا ويعتقد أنه مخفي بشكل سري من قبل الاستخبارات الإسبانية. ويقال إن الجاسوس المغربي لديه معلومات مهمة عن المغرب.
لجأ مهدي الحجاوي، الرجل الثاني السابق في المديرية العامة للدراسات والمستندات، إلى إسبانيا بعد أن طلب المغرب تسليمه على خلفية اتهامه بالتنظيم الإجرامي والنصب وتشجيع الهجرة غير الشرعية، وفق ما أفادت جريدة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية بوم أمس الأحد.
وأضافت الجريدة الإسبانية أن الحجاوي لجأ إلى إسبانيا بعد مراقبته في فرنسا، حيث كانت عائلته أيضا تحت المراقبة.
ورغم أن المخابرات الإسبانية نصحته بالعودة طوعا إلى المغرب، إلا أن الحجاوي اختفى عن الأنظار وهو الآن هارب ولم يظهر أمام المحكمة بعد حصوله على الإفراج المؤقت.
وتابعت بأن السلطات المغربية تصالحت في يوليوز المنصرم، مع السلطات الفرنسية، وخشي مهدي الحجاوي أن تؤدي هذه العلاقة الجديدة بين الحكومتين إلى الإضرار به. وكانت تلك بداية فراره إلى إسبانيا.
بحسب بعض المصادر، تم إخفاؤه من قبل المخابرات المركزية الإسبانية لمنع تسليمه إلى المغرب: كان مهدي الحجاوي سيكشف أسرار المغرب وكان من شأن عودته إلى الرباط أن يعرض حياته للخطر. يجري حاليا الحديث رسميا عن “هروب” لتجنب النزاع الدبلوماسي.
ويزعم الجواسيس الإسبان أنهم يرحبون بهذا الإجراء. “إذا كان المغرب يحمي تجار المخدرات وقاتلي الحرس المدني والمجرمين الهاربين، فماذا يمكن أن يكون أقل من القيام بنفس الشيء مع جواسيسهم وكبار المسؤولين لجمع المعلومات الاستراتيجية؟”
شملت مسيرة الحجاوي المهنية الطويلة في الاستخبارات المغربية عمليات في إسبانيا، مثل تجنيد السياسيين والصحفيين لدعم مطالب المغرب بالصحراء الغربية وتعزيز الاحتجاجات المؤيدة للمغرب في سبتة ومليلية.
ويرتبط زوال نعمة الحجاوي بصراعات داخلية على السلطة داخل أجهزة الأمن المغربية وعلاقاته الوثيقة مع الإخوة زعيتر، الرياضيين في الفنون القتالية والمفضلين لدى الملك محمد السادس. ويُشتبه في أن اختفاءه تم بتسهيل من اتصالات داخل أجهزة الاستخبارات الأوروبية.
تسلط هذه القضية الضوء على الطبيعة المعقدة والغامضة في كثير من الأحيان للتجسس الدولي والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا.
نشأ مهدي الحجاوي في بيئة عسكرية ووطنية، حيث استفاد من ثقافة مخزنية خالصة، من خلال التربية التي غرسها فيه والده المتوفى والضابط الكبير قيد حياته في القوات المسلحة الملكية. وباعتباره خبيرا في الأمن والمخابرات، راكم تجربة طويلة وغنية في خدمة المملكة، أتيحت لمهدي فرصة متابعة تكوين رفيع المستوى للغاية، في المغرب وخارجه. كما شغل مناصب حساسة للغاية، ما منحه سيطرة كاملة على البيئة الأمنية الوطنية والدولية، سواء من الناحية الإجرائية أو الاستراتيجية.