ثقافة و فن
جمعية بنسليمان الزيايدة تحتفل بتوقيع كتاب من الايغو إلى الايكو للأستاذ الباحث منير الحجوجي

بنسليمان -المصطفى بنصباحية
احتضن الفضاء الجمعوي لجمعية بنسليمان الزيايدة يوم السبت 22 فبراير 2025 حفل توقيع كتاب ‘ من الايغو إلى الايكو” للاستاذ الباحث في الايكولوجيا منير الحجوجي، الحفل ترأسته عضوة مكتب الجمعية الاستاذة حفيطة باحسان و حضره ثلة من المهتمين بقضايا الايكولوجيا و الفكر الأخضر، و قد تميز هذا الحفل بالمداخلة التي قدمها الاستاذ منير الحجوجي و التي يمكن تلخيص أهم ما جاء فيها فيما يلي:
إن تدمير الأنواع الحية في الفترة الراهنة يحصل بنفس القدر الذي حصل منذ حوالي 65 مليون سنة حين وقع اصدام نيزك مع كوكب الأرض و أدى إلى انقراض عدد هائل من حجم الكثلة الحيوية حسب ما عبر عنه أحد المفكرين الايكولوجيين، و قد قال الاستاذ الحجوجي في هذا الصدد أن البشر هم من يقومون الآن بما قام به النيزك آنذاك. حيث ما يقوم به الانسان في حق الكثلة الحيوية وصل إلى حد أصبح يهدد حياتنا نحن كبشر.و مع ذلك لا زال الفكر الأخضر ثانوي لذى النخب و صناع القرار في الوقت الذي ينبه فيه الايكولوجيون إلى ضرورة اعتماد الفكر الأخضر كأساس لكل البرامج و التدخلات المستهدفة للطبيعة و الكثلة الحيوية.

فانطلاقا من الثورة الصناعية يضيف الاستاذ الحجوجي، تطور البشر بشكل رهيب، و إذا كان هذا التطور قد شكل مناسبة لتوفير شروط حياة أفضل للإنسان غير أنه من الزاوية الايكولوجية تطور بلا حكمة، حيث لم تأخذ عقيدة الانطربولوجيا الرسمية المتمثلة في النمو الآثار المترتبة بفعلها على الطبيعة، مما شكل راهنية الفكرة الخضراء و أصبح محكوما علينا أن نفكر بلون أخضر خلال القرن 21.
كما استحضر الاستاذ المحاضر بعض الأرقام التي تبرز التدهور الحاصل في الكثلة الحيوية مثل:
• تقلص الكثلة الحيوية من سنة 1800 إلى الآن بنسبة خمسين بالمائة؛
• تقلص الغاباب بنسبة تتجاوز 60 بالمائة؛
• اقتطاع ما يعادل مساحة لبنان من الغابات سنويا؛
• انحدار نسبة الغابات بأندونيسيا من 90 بالمائة إلى 6 بالمائة
• إلقاء ملايين الأطنان من المياه العادمة غير المعالجة في المحيطات و البحار الشيئ الذي ينتج عنه ارتفاع الحموضة بمياه البحار مما يوثر على حياة الحيوانات البحرية؛
• 100 مليار حيوان بحري يتم اصطياده كل سنة؛
• 41 مليون طن من الغازات تنفث في الهواء كل سنة.
و قد تبين هذه النمادج من الأرقام أن البشر الذي لا يشكل سوى 0,01 في المائة من مجموع الأنواع الموجودة فوق الأرض قد أحدث 80 في المائة من التخريبات المسجلة في الطبيعة ، و قد استغرب يضيف الاستاذ الحجوجي مجموعة من المفكرين من أمثال ألبير جاكار من هذا الغباء الكبير المطبوع بالمجازر الكبرى في حق الأيكولوجيا الذي وصل إليه الإنسان في سيرورته، التي لا شك أنها تخزن الموت للأجيال اللاحقة. و قد تجد البشرية فيما بعد سنة 2030 صعوبة في الحياة.
و قد ختم المحاضر مداخلته بالقول، أن تجاوز الانهيار التام للحياة فوق كوكب الأرض من طرف البشرية يتطلب فيما يتطلبه تجاوز منطق اللامبالاة الذي يميز الأغلبية الساحقة من البشر بما فيهم النخب و صناع القرار، حيث يجب التوقف عن التخريب لمدة 100 سنة لكي تتعافى الأرض، و الابتعاد عن الاقتصادات الأحفورية و تبني السياسات الاقتصادية الصديقة للبيئة.و من أجل ذلك يجب إما العمل على اعتماد حلول تقنية مثل:الانتقاء الطاقي باعتماد الهيدروجين و البيوغاز، و تقوية الأحزمة البحرية، و دعم النقل العمومي و خاصة بالقطارات، و دعم الفلاحة الايكولوجية و الصناعات غير الملوثة، و إما اعتماد الحل الثوري المتمثل في استعادة السلطة من يد المافيات الاقتصادية و إدماج مكون البيئة في جميع البرامج الاقتصادية.