مجتمع

شخصيات من الذاكرة (1) :عبد الله القادري رمز من رموز مدينة برشيد -جلال العناية

 

*خلال حلقات من ” شخصيات من الذاكرة” التي سنسلط من خلالها التعريف ببعض الشخصيات الراحلة تزامنا مع هذا الشهر الكريم، و التي أسدت خدمات جليلة لهذا الإقليم العزيز، أجد نفسي مضطرا للحديث عن شخصية عملاقة أعطت الكثير لمدينة برشيد ويتعلق الأمر بالراحل عبد الله القادري او ” سي عبد الله ” كما كان يحلو لأبناء الإقليم مناداته.
عبد الله القادري (من مواليد 1937 في مدينة برشيد ) هو سياسي مغربي كان عقيداً سابقاً في القوات المسلحة الملكية المغربية وأميناً عاماً للحزب الوطني الديمقراطي الذي أنشأه سنة 1982 قبل اندماجه سنة 2009 مع 4 أحزاب سياسية لينبثق عنها تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة.

التحق القادري بالقوات المسلحة الملكية مباشرة بعد تأسيسها في 1956، بعد عودته من تكوين عسكري بإحدى المدارس الفرنسية، وفي 1971 سيكون على موعد من أصعب تجارب حياته، حين سيطلب منه الكولونيل محمد اعبابو على طاولة عشاء الانضمام إلى القيادات العسكرية المشاركة في الانقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني، لكنه رفُض ذلك.
بعد مؤامرة الانقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني، تم اعتقال عبد الله القادري لبضعة أشهر بعد الاشتباه في كونه كان على علم ب” المؤامرة” قبل أن يتم تبرأته مما نسب له.
ابتعد القادري بعدها عن القوات المسلحة الملكية وانتقل إلى عالم السياسة فكان سنة 1973 من مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار، ثم سيتزعم ضد أحمد عصمان تيارا عرف إعلاميا بـ”تيار العروبية”، سينشق عن الحزب وسيؤسس سنة 1982 الحزب الوطني الديمقراطي، الذي صار القادري برلمانيا باسمه رفقة نواب آخرين، وهو الحزب الذي ظل لسنوات رقما صعبا في المعادلة السياسية المغربية.

تقلد القادري عدة مسؤوليات خلال مساره السياسي، من بينها ترؤسه للمجلس البلدي لبرشيد وترؤسه لجهة الشاوية ورديغة، لكن أبرز مناصبه السياسية كانت تسميته في يوليوز من سنة 1990 وزير للسياحة في حكومة عز الدين العراقي خلفا لموسى السعدي زميله في الحزب الوطني الديموقراطي، لكنه لن يعمر فيها طويلا، إذ سيتركها بعد أقل من عام.

وكان القادري، أحد الذين جاهروا بخصومتهم لوزير الداخلية الأقوى في تاريخ المغرب، إدريس البصري، في عز سطوته، وذلك بعدما اتهمه بتزوير انتخابات 1993 التشريعية.
ترك الراحل عبد الله القادري الذي توفي يوم 24 شتنبر 2019 بصمة كبرى إبان ترأسه للمجلس الجماعي لمدينة برشيد في ولايتين، وكان من المساهمين الأوائل في وضع اللبنة الأولى لمشروع مدينة عصرية من خلال إحداث منطقة صناعية و القضاء على دور الصفيح في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وكذا توظيف عدد مهم من أبناء المدينة بالجماعة الحضرية لبرشيد .

جلال العناية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى