أفكار ضد تصحر الثقافة السياسية..(2)– محمد صلحيوي

تذكير…
إفتتحت حلقات السنة الماضية باافقرة التالية:
“لقدفكرت أن يكون موضوع حلقات شهر رمضان الفضيل لعامنا هذا،في موضوع”القول الجماعي بين:التوطين والإجهاض” لكني اكتشفت أن هذا الموضوع،وبهذا العنوان، لايجيب،وبالوضوح اللازم عن السؤال الفكري الراهن،والذي هو: :هل يكفي أن تكون مجدداَ على المستوى الفكري؟إضافة لكونه يحتمل تأويلاَ تنظيمياَلثنائية الأغلبية والأقلية؛فاستقر أمر المساهمة بالكتابة في موضوع : الإجتهاد الفكري وإشكالية التوطين،في تفاعله مع تطورات الحركة الإجتماعية مابعد ظرفية2011-2021، وبعنوان:
التجديد الفكري بين التوطين الإجهاض.
أشير هنا إلى أن تناول الموضوع ،من حيث المضمون والاسلوب، يلتقي ويدافع عن أطروحة،وهي بمثابة “إشراقة”فكرية، تتقدم، ولو،ببطئ وهدوء، إلى قلب الحقل الفكري والحقل السياسي؛
وأولى مؤشراتها بروز جوانب هذه “الإشراقة الاطروحاتية”،التداول المتزايد وسط النخب الثقافية،المدافعة عن إستراتيجية السير أماماَ بالمنظور الفكري في التحليل السياسي لإشكاليات الوطن المغربي الجديد،مغرب الغد.
نعم،هناك تقدم بطيئ صوب هدف مسائلة المتن الإستبطاني للعقلية ببنيتهاالمترسبة خلال أجيال،نعم،هناك تقدم،في عملية طرح الاعطاب المكبلة والمكانة المركزية للبنية التقليدية المهيمنة عليه.
وأقر هنا أن تأملي في الممارسة السياسية في بلدنا وخاصة انغماسي في جدال-وليس السجال- الخلافات والنقاشات داخل اليسار حول المفاهيم القضايا التي طرحتها علينا ظرفية 2011-2022 ، التي املت السير في هذا الاتجاه للإمساك بكل جوانب “تشكل” وجهة نظر شاملة وعميقة للموضوع.
وأشير،أيضاَ،إلى أن الغرض هو امتلاك وتوطين هذه الرؤية الفكريةالشاملة، حتى ولو بقي ما أطرحه الأن ملتصقا تماما بالحيز الضيق للممارسة المباشرة، وبقي بالتالي مجرد مدخل لوجهة النظرهذه.
إذن،عنوان المساهمة، مصاغ بأربعة مفاهيم:
التجديد-الفكر-التبطين- الإجهاض.
يمكن القول بتركيز، أن التجديد الفكري،رؤية ومفاهيم،لايمكن أن يحمل صفة الجدة، إلا حين يسائل الفكر والثقافة المتحكمة المهيكلة ،يسائلها ويطرح بدائل أعطابهاالمكبلة، ويبقى مفهوم”التوطين ” هو المفتاح الممكن من فهم الغاية والمطلوب من هذه المساهمة، فالتجديد الفكري لا أصوله، بدون توظيفهم إلى ساحة التداول الثقافي والسياسي،الخطابي والمكتوب، وهذا هو المراد”بالتوطين “،أي توطين التجديد تدلولياَ كمقدمة لتفكيك المتن الإستبطان السائد، خصوصاً لدى القوى القائلة بالتحديث والحداثة.. “.
بعذ سنة، ما الجديد؟..