ثقافة و فن
سلمى براهمة في كتابها الثاني حول: “أسئلة الذات وتحولات الكتابة في الرواية المغربية المعاصرة”

صدر عن “منشورات السرديات” لسنة 2025، كتاب نقدي جديد للباحثة سلمى براهمة بعنوان “أسئلة الذات وتحولات الكتابة في الرواية المغربية المعاصرة”. ويقع الكتاب في 230 صفحة من القطع المتوسط، يتناول بالدراسة روايات مغربية صدرت في العقدين الأولين من الألفية الجديدة، هي: “غرب المتوسط” لعبد العزيز جدير، “مجازفات البيزنطي” لشعيب حليفي، “مسارات حادة جدا” لتوفيقي بلعيد، “خيط الروح” لمبارك ربيع، “المغاربة” لعبد الكريم جويطي، “القمر الأخير” لعبد الباسط زخنيني، “سيدة العتمات” لحسن إغلان، “الخالة أم هاني” لربيعة ريحان، “ليلة واحدة” لعمر الفحلي، و”حكاية وباء” لآمنة برواضي. ويشير ظهر الغلاف إلى بعض الأسئلة وانشغالات الكتاب، حيث يرد فيه: “… نستطيع التأكيد على حقيقة مهمة وهي أن الروائي المغربي في بداية الألفية الثالثة لن تتشكل خلفيته الأدبية والثقافية من عطاءات الغرب والتراكم المشرقي في هذا المجال فحسب، وإنما سيكون لديه إرث روائي مغربي شديد التنوع والغنى، وسيجد نفسه في خضم مشهد روائي من أهم سماته: الاستمرارية والتواصل (رواد يكتبون إلى جانب الشباب)، اكتساح مزيد من المساحات في دائرة الأدب المغربي (في مقابل تقلص مساحات أجناس وأنواع أدبية أخرى مثل القصة القصيرة والشعر، واختفاء شبه تام للقصة القصيرة جدا…)، تزايد الاهتمام به من قبل الدراسات الأكاديمية والنقد الأدبي والصحافة الثقافية، التلقي الإيجابي المغربي والمغاربي والعربي للرواية المغربية، والاحتضان اللافت لها من قبل دور النشر في هذه الأقطار جميعها…
وكل مهتم أو دارس للرواية المغربية في الألفية الثالثة، بعد أن يستحضر كل ما سبق، وبعد أن يستحضر المراحل الكبرى التي مرت بها هذه الرواية، خاصة مرحلتي الواقعية والتجريب، وأسئلتهما وهواجسهما الفكرية والجمالية، وإضافاتهما القيمة للمشهد الروائي المغربي وهو في سيرورة بنائية، لابد أن يثير الأسئلة الآتية: ما التحولات الفنية الجمالية التي تعرفها الرواية المغربية في العقدين الأولين من الألفية الثالثة؟ وما القضايا والموضوعات التي يمكن أن تحفل بها بعد انحسار الإيديولوجيات الكبرى، وخفوت صوت التجريب وتدني مستويات القراءة والذائقة الأدبية وتراجع القيم، خاصة القيم الثقافية-الفكرية؟ وهل يمكن للمرجعيات والمفاهيم النقدية الجديدة أن تضيء جوانب أخرى ظلت خفية أو مستعصية على القراءة في ظل النقود التي سادت منذ ستينيات القرن العشرين؟”