شخصيات من الذاكرة (2) : عبد الله عفري الرجل الخلوق الخدوم-جلال العناية

نتحدث اليوم عن موسوعة الكلام ،شخصية حباها الله تعالى بنعمة القبول بين الناس، شخصية تحمل في جوانبها الخلق الحسن في أبهى تجلياته، التواضع سمته، كان حريصا دائما على تقديم أوجه النصح لمن يقصده، كان محبوبا من طرف الجميع، عرفته عن قرب خلال سنواته الأخيرة، وما شدني نحوه حبه لمدينته و لأصدقائه و مبادراته الإنسانية، إنه الراحل عبد الله عفري.
ازداد عبد الله عفري بمدينة برشيد وهو من أصول احريزية وبالضبط من منطقة لحباشة والده عفري محمد كان من الاوائل الذين اشتغلوا بمطحنة برشيد.
إخوته هم احمد، عبد السلام، عبد المولى وتوفيق. نجاة وبهيجة ونادية.
اشتغل مبكرا في قطاع البريد لمدة 37 سنة، بداية كموظف بالبريد بقلب مدينة برشيد ثم كمدير بمدينة الدروة و بالحي الحسني وبالبريد في بمدينة برشيد.
تزوج مبكرا من السيدة الرفالية الإدريسية التي كانت موظفة معه بنفس القطاع ، والتي تنتمي لعائلة عريقة بالمدينة، وهي بالمناسبة تعتبر أول امرأة مستشارة بالمجلس الجماعي لمدينة برشيد في عهد الراحل عبد الله القادري .
كان الزوجان يعتبران من الازواج الناجحين في مسارهما حيث أنجبا 3 أبناء ، وكانا بحسب مجموعة من معارفهما واصدقائهما من الأقلية التي تراهما معا في مقهى لوسيان وفي التجمعات الحزبية والسياسية.
يعتبر الراحل عبد الله عفري من المؤسسين للعمل الجمعوي الهادف من خلال جمعية جميعا مع القلب التي تحظى بمكانة خاصة بالاقليم نظرا للاعمال الخيرية التي قدمتها ولازالت تقدمها للساكنة رغم ضعف الامكانيات والدعم المرصود لها.
يعتبر الحاج عبد الله عفري من أطيب الناس الذي يمكنك أن تصادفه، تجده واقفا ماديا ومعنويا وبشكل لا يتصور مع كل من عرفهم خلال مسيرته العملية و السياسية والجمعوية.
كان رجل التوافقات بامتياز، رجل مواقف ،متشبثا بمواقفه بشكل لا يتصور إذا عاهد وفى وإذا تكلم أخلص وإذا أحب يحب بصدق.
توفي الراحل يوم 10 نونبر 2020 إبان فترة كورونا بإحدى المصحات الخاصة بالبيضاء، تاركا جرحا عميقا في صفوف كل من عرفه عن قرب لصدقه ونبل أخلاقه.