تفشي ظاهرة القمار بسيدي بيبي.. قنبلة اجتماعية تهدد الأمن العام

سيدي بيبي – تنوير
باتت ظاهرة القمار تنتشر بشكل مثير للقلق في محيط السوق الأسبوعي بسيدي بيبي وبعض المقاهي المجاورة، حيث تحولت هذه الأماكن إلى بؤر تجذب العشرات من الشباب وحتى بعض القاصرين، ما يثير استياء المواطنين الذين يعتبرون أن هذه الظاهرة أصبحت تهدد النسيج الاجتماعي والأمن العام بالمنطقة.
في تصريحات متفرقة لـ”تنوير”، عبر عدد من السكان عن امتعاضهم الشديد من هذا الوضع، مشيرين إلى أن لعب القمار لم يعد يقتصر على جلسات مغلقة بل أصبح يُمارس في العلن، وأمام مرأى الجميع. أحد الشباب الذين تحدثوا إلينا حذر قائلاً: “القمار ماشي غير لعب، راه ولى سبب فشي جرائم كثيرة، من السرقة حتى الاعتداءات، الشباب اللي كايخسرو فلوسهم كايلقاو راسهم مضطرين يديرو أي حاجة باش يرجعوها”.
القمار.. من التسلية إلى الإدمان والجرائم
لا يخفى على أحد أن القمار بمختلف أشكاله يشكل مدخلاً لعدة مشاكل اجتماعية خطيرة، فهو لا يؤدي فقط إلى إفلاس الأفراد، بل يتسبب في تفكك الأسر وارتفاع معدلات السرقة و”الكريساج”، حيث يجد البعض أنفسهم مدفوعين إلى العنف للحصول على المال لتعويض خسائرهم.
ويضيف أحدهم: “حنا كنشوفو بعينينا كيفاش القمار كايحول الناس لكائنات مختلفة، كاين اللي كايبيع حوايجو باش يلعب، وكاين اللي كايقلب على شي طريقة سريعة باش يربح، وهاد الشي هو اللي كايسبب في تفشي السرقة والاعتداءات”.
غياب المراقبة.. وسكوت السلطات
المثير للجدل أن هذه الأنشطة تجري في واضحة النهار وأمام مرأى الجميع، في غياب أي تدخل صارم من الجهات المسؤولة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول دور السلطات المحلية والأمنية في التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد استقرار المنطقة.
من جهتهم، يطالب المواطنون بتدخل عاجل لوقف هذه الظاهرة، سواء من خلال حملات أمنية تستهدف أماكن تجمع المقامرين، أو عبر برامج توعية تستهدف الشباب لتوعيتهم بمخاطر الإدمان على القمار.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل السلطات تتغاضى عن هذا المشكل المتفاقم؟ وهل سننتظر وقوع جرائم أكثر خطورة حتى يتحرك المسؤولون؟