اخبار دولية

“فلول النظام”.. عُكّازة الجولاني لقتل السوريين – إدريس عدار

بعد ثلاثة أشهر من تمكين هيئة الشام الإرهابية من السيطرة على دمشق، لم يظهر من سلوكات الجولاني أنه ينوي بناء دولة، لأن المؤسسات لا يمكن أن تتأسس على الأحقاد وتصفية الحسابات الطائفية.
الجولاني هرّب الاستحقاقات كلها إلى أجل بعيد، فعلى الأقل سينتظر السوريون أربع أو خمس سنوات من أجل إجراء الانتخابات، وهي المدة الكافية لعصاباته لممارسة القتل في حق السوريين من باقي الطوائف، المسيحيين والعلويين والشيعة والدروز والسنة الذين ليسوا على هوى الجماعات الإرهابية والإخوان المسلمين.
ومنذ السيطرة على دمشق في إطار لعبة الأمم، التي هلل لها المثقفون في العالم العربي وغنوا لفراشات الحرية التي ترفرف فوق دمشق، والجماعات “المنتصرة” تمارس القتل على الهوية لكن تحت مفردة خطيرة ألا وهي محاربة “فلول النظام”.
فتحت عناوين سيطرة الدولة على كل أجزاء سوريا والقضاء على الجماعات المسلحة شنت عصابات الجولاني، المسماة الهيئة العامة للأمن والتي يوجد ضمن صفوفها أجانب، حملات قمعية ضد الطوائف الأخرى وخصوصا الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد.
وتبين اليوم أن الأمر لا يتعلق بـ”فلول النظام”، ولكن إبداع يافطة يتم تحت عنوانها إبادة الطائفة العلوية، وظهرت أشرطة فيديو بثها مقاتلو الجماعات الإرهابية يتحدثون عن النفير العام للقضاء على فلول النظام من العلوية.
لنفترض أن “فلول النظام” حقيقة، فهل كان الجيش السابق من العلويين وحدهم؟ لقد تشكل الجيش السوري السابق من كل الطوائف، واغلب قادته لم يكونوا من الطائفة العلوية، ولم تكن مسألة الطوائف مطروحة في الوظائف وقد أجازف بأن الطائفة العلوية هي أكثر الطوائف السورية تعرضت للتهميش.
والمؤسف أن القتل الذي يمارسه الجولاني يتم في صمت رهيب، ومن كان يعطي الحق للإرهابيين الذين جاؤوا من أكثر من 80 دولة، في حمل السلاح لا يريدون اليوم مساندة الشعب السوري في نيل حقوق بسيطة، إذ لا أحد اليوم يطالب بأكثر من الحقوق الطبيعية، وكانت المنظمات الدولية تعتمد تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان (معاد لنظام الأسد) في إصدار البيانات ضد سوريا الأسد، فهو اليوم أيضا يصدر تقارير عن الخروقات التي لا حصر لها خصوصا في الساحل السوري حيث موطن العلويين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى