الحلقة التاسعة 9 من “شخصيات من الذاكرة” : الفلسطيني موسى العطاونة معلم الأجيال -جلال العناية

الحلقة التاسعة من حلقات من ” شخصيات من الذاكرة “، سنسلط الضوء على واحد من الشخصيات الكبار الذين حطوا الرحال بمدينة برشيد وترك بصمة كبيرة بين أهلها ، أحب هواءها وأحب سكانها وفضل العيش بها إلى أن لقي ربه ودفن في ترابها.
ينتمي الراحل موسى العطاونة إلى عشيرة العطاونة، بمنطقة بير السبع، جنوب فلسطين التاريخية المغتصبة، نزح إلى المغرب في بداية الستينات من القرن الماضي حيث عمل أستاذا بمدينة الدار البيضاء، قبل أن يحط الرحال بمدينة برشيد، حاضرة قبيلة اولاد احريز، إحدى بطون الشاوية المعطاء والفيحاء، واستوطن بها منذ الموسم الدراسي1962/1963، كأستاذ للغة العربية بثانوية ابن رشد، حيث عاصر مجموعة من المدراء كالخزاني، شكري، الميص…. إذ تخرج على يده أجيال وأجيال، وبذلك، فإنه يعتبر بحق معلم الأجيال.
لقد عاش المرحوم فقيرا، ومات فقيرا، ولكنه كان مثال المناضل العربي العروبي والقومي، مناصرا لقضايا الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج، في الحرية والوحدة، المبنية على الديمقراطية وحرية التعبير، من خلال مشاركته في كل الوقفات المناسبات المساندة لقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
انجب موسى العطاونة 5 أبناء، فادي، نضال ،فادية، جهاد، وناهض، أحب مدينة برشيد وسكانها وعاش بين دروبها ( مرورا بدرب أرلو بجانب مقر الكومساربة القديمة و نهاية بحي العراقية قرب محطة القطار) ،
تقاعد ابو فادي سنة 1999, وفضل الاستقرار بمدينة برشيد على كل مدن العالم، وكان رحمه الله مضيافا وكريما، بيته وقلبه مفتوحا للجميع.
رحل موسى العطاونة إلى دار البقاء في فبراير 2022, تاركا حزنا كبيرا في صفوف كل من عاشره من زملائه وتلاميذه القدامى ولكل من عرفه عن قرب ،قام بواجبه على أحسن وجه، حيث تتلمذ على يديه الكريمتين عدة أجيال منهم من يتقلد الان مناصب في الدولة وفي قطاعات مهمة.
جلال العناية
مصاب كما تدري علي جليل
فقدت موسى ما عساي أقول
مصاب عرى جسمي وأنهك قوتي
فأصبح مني الطرف وهو كليل
نم مطمئن البال أكرم صاحب
يامن من أسد فلسطين سليل
شعر الاستاذ احمد بوقنيطير