مفهوم الفن و الجمال عند بينيدتو كروتشه-المصطفى عبدون

إذا كانت مختلف التصنيفات الفلسفية تلتقي عند تصنيف علم الجمال ضمن العلوم المعيارية؛ فإن “كروتشه” Benedetto Croce يخالف هذا العرف الفلسفي الشائع، حيث يرى أن علم الجمال علم لا معياري ” Non Normative” وللدلالة على ماهيته ينعته بكونه علما وصفيا؛ لكن رغم تحديده لعلم الجمال على هذا النحو، فإنه لا يُعرف الفن بكونه واقعة طبيعية فيزيائية، كما أنه ليس تجريدا رياضيا، بمعنى أن النتاج الفني لا هو ظاهرة فيزيقية كالضوء والحرارة، ولا هو تجريد رمزي كالكائنات الرياضية(الدائرة، المثلث، المربع)، بل هو حقيقة روحية؛ ومن ثمة، فالفن لا يقبل التكميم الرياضي، ولا الوصف بمعايير المنظور الفيزيائي التجريبي.
تأسيسا على هذا التمييز ندرك دلالة التحديد الذي يعطيه “كروتشه” لمفهوم الرؤية الفنية بوصفها رؤية عيانية أي حدساً مغايراً في مقاربته للذات والوجود لنمط الإدراك الذي تنتهجه المعرفة الفلسفية والعلمية. وبناء على هذه المغايرة بين المعطى الفني والمعطى الفيزيائي والرياضي، ينتقد كروتشه انتهاج أسلوب التعداد والقياس الذي يلجأ بعض نقاد الفن إلى إجرائه، مشيرا إلى أن الحقيقة الفنية ليس لها وجود مادي؛ لأن الفن في مجمله ووفق تصوره، حقيقة روحية ننفعل بها.
- وظيفة الفن
إذا كانت الكثير من المقاربات الفلسفية تخلص الى تحديد وظيفي للفن بتحليل وقعه النفسي في الشعور فتجعل اللذة غاية الممارسة الفنية؛ فإن “كروتشه” يعارض هذا الاختزال، نافيا أن تكون غاية الفن تحصيل اللذة واجتناب الألم، أو تحقيق المنفعة وتحصيل العائد المادي، كما يرفض تأويل الفن من خلال نظرية الالتزام؛ حيث لا يقبل بأن يقارب الفن بمعيارية أخلاقية أو بمنطق التوظيف الاجتماعي والسياسي؛ ولذا نجده يرفض بشدة نظرية النقد الفني الماركسي، كما يرفض المنظور الأخلاقي الذي يفاضل بين المنتوجات الفنية من خلال نوعية القيم التي تحملها؛ حيث يعتبر أن الأخلاق هي القيام بالواجب تجاه الآخر، والفنان لا واجب عليه سوى التعبير عن إلهاماته وحدوسه بتلقائية وحرية؛ لأن حقيقة عمله الإبداعي، هو إعطاء شكل لما هو كامن في داخله، لهذا إذا وجدنا في نص الفنان تعبيرا عن قبح أو انحطاط خلقي، فلا يجب مؤاخذته على ذلك، بل يجب تغيير الواقع الذي يكتنف الفنان؛ وما دام القبح سائدا في الواقع، فلا يجب مؤاخذة الفنان عن التعبير عنه.
إن كروتشه يدافع بشدة عن استقلالية الفعل الابداعي الفني وحريته، ولهذا يمنع استدخال الحكم الاخلاقي في الأحكام الجمالية، فكما أنه لا يجوز أن نحكم على الشكل الرياضي انطلاقا من معيار أخلاقي، فنقول مثلا عن الدائرة إنها خير والمثلث شر، فكذلك النتاج الفني لا يجوز أن نحكم عليه من زاوية أخلاقية.
وفي سياق تمييز الممارسة الفنية عن الممارسة المعرفية المنطقية، يشير كروتشه إلى أنه لا ينبغي أن نحكم على الفن من زاوية الصدق والكذب، حتى لو كان العمل الفني يتناول حدثا تاريخيا؛ لأن مرتكز الفن هو الخيال وليس المطابقة. ففي استهلال كتابه المجمل، يشير كروتشه إلى أن الفن رؤية وحدس، ونتاجه صورة أو وهم؛ ومن ثم فطلاقة الخيال شرط مطلوب لتحقق إبداعية الفعل الفني، ولذا فشرط المطابقة هو عائق يكبت اندفاع الفعل الإبداعي، ومن ثم لا يجب اتخاذه أساساً يرتكز عليه الحكم الجمالي، ويعاير به المنتوج الفني.
إن النشاط الفني هو أول خطوات نشاط الفكر أو هو الصورة الفجرية لنشاط الفكر، وهو حدس خالص، والحدس هو الإدراك المباشر لحقيقة فردية جزئية إنه الإدراك الخالي من كل عنصر منطقي، وهو من شأن المخيلة، في حين أن الإدراك المنطقي من شأن الذهن الذي يدرك مفاهيم كلية عامة. يقول كروتشه: “الفن ليس عمل تأمل أو جهد منطقي أو منتوج صناعي، لكن شكل عفوي وخالص بكامله متحدر من الخيال.(1) فالمعرفة إما حدسية وإما منطقية، إما بالمخيلة وإما بالذهن إما لها هو فردي وإما هو كلي، إما خالفة لصور، وإما مكونة لمفهومات. والمعرفة الحدسية هي المعرفة الفنية وهي سابقة للمعرفة المنطقية بحيث تقوم هذه الأخيرة عليها، ولكنها هي لا تقوم على غيرها لأنها فجر كل معرفة وكل حدس محض أي كل معرفة فنية هي غنائية بمعنى أنها تعبر عن حالة خاصة بالذات.
إن الفن هو التعبير عن شعور أو هو التكافؤ الكامل بين العاطفة التي يحسها الفنان وبين الصورة التي يعبر عنها هذه العاطفة أي بين الحدس والتعبير. يقول كروتشه” في البداية يكون الحدس غير موجود فهو إحساس وانطباع وعاطفة فهو يعود إلى الطبيعة وهي مختلطة بالمادة بالمعنى الأرسطوطاليسي للكلمة، هذا يعني أن الحدس غير موجود إلا عندما يصبح تعبيرا وتمثلا وأن الألفاظ الثلاثة هي مترادفات ونجد مرة جديدة فكرة قد عبر عنها ولكنه الآن ما يبررها قائما بفكرة رئيسية في نظامه ليصف الفن كتركيب جمالي أسبق للعاطفة والصورة في الحدس والذي يمكننا تكراره “إن العاطفة بدون صورة عمياء، وأن .الصورة بدون عاطفة فارغة.”(2)
ولذلك لا يمكن أن تصنف الفنون والأنواع الأدبية بصورة نهائية لأن الحدوس فردية وجديدة باستمرار ولا نهائية لعددها، فلا قيمة لتلك التصنيفات التي يصنفها النقاد والمتمذهبون التجريبيون والنفعيون والعقليون، والصناعيون، والاجتماعيون والنفسيون والحقوقيون والأخلاقيون بوجه خاص يعقلون قيمة الأثر الفني على التزامه لقواعد أو إحداثه للذة أو توليده للحقيقة، وما إلى ذلك بحيث لا يعدون الأثر الفني الذي يخرج على الأخلاق مثلا أثرا جميلا بل قبيحا.
إن الفنان فنان لا أكثر، أي إنسان يحب ويعبر وليس الفنان من حيث هو فنان عالما ولا فيلسوفا ولا أخلاقيا، وقد تنصب عليه صفة التخلق من حيث هو إنسان أما من حيث هو فنان خلاق. فلا نستطيع أن نطلب إليه إلا شيئا واحدا هو التكافؤ التام بين ما ينتج وما به يشعر. وعلى الناقد أن يقف أمام مبدعات الفن موقف المبتعد لا موقف القاضي ولا موقف الناصح، وما الناقد إلا فنان آخر يحس ما أحسه الفنان الأول، فيعيش حدسه مرة ثانية ولا يختلف عنه إلا في أنه يعيش بصورة واعية ما عاشه الفنان بصورة غير واعية.
- دائرة اللحظات والفن
إذا كانت فلسفة الفن هي علم الحدس الخالص أو المحض، فإن المنطق علم المفهوم الخالص أو المحض، والحدس لا يقوم على المفهوم، فهو أول صورة للمعرفة. ولكن المفهوم يقوم على الحدس، لأن الحدوس هي موضوع المعرفة المفهومية أو العقلية. فمعرفة المفاهيم هي معرفة العلاقات القائمة بين الأشياء، وهذه الأشياء هي الحدوس وبدون هذه الحدوس لا يمكن وجود المفهوم. فهذا النهر، وتلك البحيرة، وهذا الجدول وذلك الكوب من الماء، وهذا المطر، كل أولئك حدوس، والماء عامة هو المفهوم.
إلا أن المفهوم عند كروتشه يختلف عن المفهوم الأرسطوطاليسي المجرد الذي لا يزيد على أنه تعميم. فما المفهوم عند كروتشه إلا الفكر نفسه، وقد بلغ مرحلة العموم فإنه بالنسبة إلى المفهوم الأرسطوطاليسي بمنزلة المضمون من الصورة. إن المفهوم هو لحظة منطقية التي تخرج من أرحام اللحظة السابقة أعني لحظة الحدس، أما المفاهيم الأرسطوطاليسية فأحرى أن تسمى مفاهيم كاذبة توجدها في سبيل غاية عملية هي حفظ ثروة المعارف المكتسبة، فالمنظومات العلمية تقوم على مفاهيم كاذبة ننشؤها في سبيل التذكر ورؤية تجليات الفكر التي لا حصر لها رؤية إجمالية من أعلى، وفي سبيل التفاهم مع الآخرين. وتستوي في ذلك العلوم الفيزيائية والعلوم الرياضية فجميعها مفاهيم كاذبة لأنها مجردة من الواقع العيني تجريدا، ولا وجود للمجرد، في حين أن المفاهيم الحقيقية الخالصة مفاهيم عينية ولا وجود لغير العيني، فهي رغم تعاليها على جميع الحدوس كامنة في كل حدس أو محايثة في كل حدس.
وهكذا نرى المثالية المطلقة أو فلسفة المحايثة عند كروتشه، تتجلى على أوضع صورة في استخراج الفردي من الكلي بنوع من التنشر، إذ يرى أن الفردي يمكن أن ينقلب إلى واقعة منطقية أي أن يصبح معقولا حيث يقول: “لو لم نكن نحن أنفسنا قيصر وبومبي أي الذي تحدد مرة في قيصر وبومبي ويتحدد الآن فينا لما استطعنا أن نكون أية فكرة عن قيصر وبومبي” وهنا يوحد كروتشه بين الفلسفة والتاريخ. إن الرجل العادي يفهم التاريخ على أنه سجل الماضي، ويفهم الماضي على أنه شيء قد انقضى، شيء كان موجودا ولم يبق له وجود، ولكن الفيلسوف يرى أن التاريخ حقيقة راهنة قائمة في الحاصر الحالي. إن الشخص العادي يرى أن له تاريخا، وأنه ليس بتاريخ، ولكن الحقيقة غير هذا. ففكرنا ليس خارجا عن تاريخه: إن تاريخنا هو حقيقتنا. وكما أن الماضي جزء جوهري في الحاضر فكذلك المستقبل جزء ضروري في كل تغير حاضر، إن التاريخ يعرض لنا الفكر في حقيقته لهذا، فالتاريخ معاصر أبدا، هو صورة الحقيقة كحاضر سرمدي ولا يُقصد بالسرمدية الخروج عن الزمان، وإنما اعتبار الحقيقة كلها مرة واحدة هي الماضي والحاضر والمستقبل.
وإذا صدق هذا على الحقيقة فقد صدق بالتالي على الفلسفة، ومن هنا كانت مهمة الفلسفة أن تكون منهجا لا مذهبا، فلا شيء نهائي ثابت في الفلسفة وعلى هذا فلن تكون فلسفة المستقبل فلسفة إلهية أو ميتافيزيائية أو وضعية، بل فلسفة تاريخية. فلسفة للفكر على أنه الواقع العيني، وإذا كان ذلك كذلك فقد انتفى أن يكون ثمة خطأ مطلق لأن الحقيقة نسيج ضدين، والخطأ أحد طرفيها أعنى طرف السلب. إلا أن هناك مع ذلك خطأ إيجابي، ينتج عن سوء استعمالنا للملكات الفكرية إذ ننحرف بها نحو العمل للنظر. فهذا النوع من الخطأ إرادي يمكن تلافيه.
وبوصولنا الآن إلى الإرادة نصل إلى عالم العمل، فالقيم الأربعة تتموضع في ترتيب مثالي تاريخي: الجمال، الحق، المنفعة، الخير. الاثنان الأولان يختصان بفعل التأمل والمعرفة ويعودان إلى المجال النظري والاثنان الآخران يختصان بفعل الإرادة في المجال العملي ويتعلقان بإنتاج الأشياء وكل واحدة من المقولات لها موضوع علم، مقولة الجميل تأخذ شكلها بفضل النشاط الجمالي والتي هي معرفة الفردي وتنتج تمثلات أو صور وعلم الجميل هو علم الجمال، أما النشاط الذي يمنح لمقولة الحقيقة شكلها هو النشاط المنطقي ويختص بمعرفة الكلي بواسطة الفكر وعلم الحقيقة هو المنطق والخاصية المشتركة للمنفعة والخير هي الإرادة. لكن الأول خاص بالفرد ويرضي غايات فردية والثاني يهدف لما هو كلي ويهدف إلى إرضاء غايات نفعية كلية. الأول ينتج أعمالا نفعية والعلم الذي يلازمه هو الاقتصاد والآخر أفعال أخلاقية والعلم الذي يلائمه هو الأخلاق.
والعلم الذي يشمل كل مجموع نشاطات الروح هو الفلسفة التي هي معرفة الكلي. الملموس فالصورة العملية للفكر هي الإرادة ومهمتها باعتبار نشاط للفكر يختلف عن محض التأمل النظري للأشياء وينتج أعمالا لا معارف فما يكون العمل عملا حقا إلا بقدر ما هو إرادي وإرادة العمل تتضمن أيضا ما يعتبره العامة امتناعا عن العمل. فإرادة العصيان والرفض” إرادة بروميثيوس” هي أيضا عمل، بالنظر يفهم الإنسان الأشياء وبالعمل يبدلها بالأول يمتلك الكون أما الثاني فيخلقه يقول كروتشه:” الإرادة ليست فكر ولا هوى. وليست منطق ولا تاريخ ولنفترض أنها فكر فلا تكون إلا لا فكرا إراديا.” (3) ويظهر النشاط العملي بمقارنة مع النشاط النظري على أنه طبيعي وليس كأنه شيء خارج عن الروح وهو في مقابل النشاط النظري كشكل من أشكال الروح فما هي العلاقة بين المعرفة وعالم الإرادة؟
يرى كروتشه أنه بدون معرفة لا يكون ثمة إرادة، وعلى نحو ما تكون المعرفة تكون الإرادة وهو بذلك يتفق مع ديكارت ويخالف مختلف النظريات البراغماتية الشائعة في الفلسفة الحديثة، لكن ليس معنى هذا أن للعقل النظري منزلة الصدارة بالنسبة إلى العمل. فليست المعرفة غاية وإنما هي وسيلة للحياة. إن الإنسان لا يستطيع أن يوقف الحياة التي تنبض فيه وتتطلب الاستمرار والمعرفة التي لا تفيد هذه الحياة معرفة زائدة بل بالتالي مضرة، ولكن الإنسان مع ذلك لا يستطيع أن يستمر في هذا الخلق إلى غير نهاية بغير تفكير، فلا بد أن يصعد ثانية من الحياة إلى المعرفة وأن يتجاوز بفكرة الحياة التي تصبح الآن وسيلة وأداة للفكر نفسه فنحن إذن بصدد دائرة ننتقل فيها من الفكرة إلى الحياة ومن الحياة إلى الفكر، ثم نستأنف الطواف وهكذا دواليك، وفكرة الدائرة هذه فكرة أساسية في فلسفة كروتشه فاللحظات الأربع التي سبقت الإشارة إليها مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا دائريا ارتباط شارط بمشروط.
فاللحظة الأولى شارطة للثانية ومشروطة للرابعة ولكن لا يجب أن نفهم من ذلك أن فعل الإرادة مجرد من الحرية، وإذا كان ضروريا بهذا المعنى، فهو حر بمعنى آخر. لأن استئناف الطواف مصحوب دائما بخلق جديد لم يكن موجودا وهو ثمرة فعل حر ولكي نفهم ذلك يجب أن نشبه الفعل الإرادي بالنشاط الفني. فما من شاعر يخلق أثره حرا من شروط الزمان والمكان. و لكن متى تم خلق القصيدة فقد أضيف إلى الوجود عنصرا لم يكن موجودا من قبل أو اكتشفت حقيقة كانت إلى ذاك مجهولة و الحرية إذن نسيج ضدين: الشر و الخير و ما نسميه شرا هو تغلب الإرادة الإرادات الجزئية المشتتة على الإرادة الواحدة الكبرى و هنا نحس أن كروتشيه سينتقل بنا إلى تقسيم عالم العمل إلى صورتين: صورة النشاط الاقتصادي و صورة النشاط الأخلاقي، و نجد أن النشاط الثاني يتوقف على الأول كتوقف النشاط المنطقي على النشاط الفني، فالفرد محمول بطبيعته الخاصة على البحث عن منفعته الشخصية و لكنه محمول بطبيعته كذلك إلى الخروج عن نطاق الفردية و الوصول إلى المنفعة الكلية أو منفعة المنافع وليست الأخلاق إذن إلا المنفعة الكلية في كل أخلاق إذن اقتصاد. إن الأخلاق تقوم على الاقتصاد كقيام المفهوم على الحدس يقول كروتشيه: “نتصور الفكر قائما في أربع درجات مرتبة بحيث تكون علاقة الدرجتين النظريتين بالدرجتين العمليتين كعلاقة الدرجة النظرية الأولى بالنظرية الثانية والدرجة العملية الأولى بالعملية الثانية، وهذه الدرجات تتضمن بعضها بعضا بصور رجعية في تحققها العيني.”(4)
خلاصة
من هنا نرى أن دائرة اللحظات الأربع: الجمال والحقيقة والمنفعة والخير، ترتبط لحظتها الثانية بلحظتها الرابعة ارتباطا شرطيا بمشروط ليستأنف الطواف من جديد، حدس فمنطق فاقتصاد فأخلاق، وهكذا دواليك وإذا سألت أين موضع الدين من هذه المراتب، فأن الدين في رأي كروتشيه لا يدخل في ميدان الفن لأنه ينشد المطلق، وإنما يدخل في نطاق الفلسفة. لكنها فلسفة لم تنضج ولم تكمل.(5) وليس صحيحا أن هناك بشر نظريين وبشر عمليين، فالشخص النظري هو ذاته الشخص العلمي يحيا و يريد و يتحرك و الشخص عندما نقول عملي هو كذلك نظري يتأمل ويعتقد و يفكر و يقرأ و يكتب و يحب الموسيقى و الفنون الأخرى.(6)
الإحالات:
1 Benedette Croce- contribution a ma propre critique trad –J chaix Ruy Paris Les Editions Nagel 1949, p70.
2 Charles boulay- Benedette Croce jusqu’en 1911 trente ans de vie intellectuelle Genève D R O Z. 1981, p381.
3 Charles boulay- Benette Croce.Trente ans de vie intellectuelle, pp367-368.
4 بنديتو كروتشه-علم الجمال- ت ترية الحكيم- المطبعة الهاشمية بدمشق، 1963، ص80.
5 بنديتو كروتشه، المجمل في فلسفة الفن، ترجمة وتقديم ترسامي الدروبي، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2009، صص13-18.
6 Benedetto Croce-la philosophie de la pratique Economie et Ethique, p5.