21-أفكار ضد تصحر الثقافة السياسية..صلحيوي محمد
نداء لفعل موحد لقوى اليسار من أجل التغيير الديمقراطي

المثال الخامس:
نشر مجموعة من المناضلين والمناضلات، ماسموه”نداء لفعل موحد لقوى اليسار
من أجل التغيير الديمقراطي*.
ََومع الإحتفاظ ،لهن ولهم، بالتقدير، فإن الأمر يفرض مايلي:
*النداء يجيد، وبوضوح تام،الأزمة المركبة:السياسية والفكرية التي توجد في قلبها فئات. من النخب القائلة بالتغيير،والازمة نابعة أساساَ من إستبطان الهزيمة أمام تطورات الحركة الإجتماعية؛الإستبطان الذي يتجلى من خلال المفارقة التالية:
الشعور بالعرلة عن الحركة الإجتماعية،واستدعاء العتادالفكري لما قبل2011.
إن منطق النداء السياسي،هو العمل الوحدوي العددي،انفصال تام عن دروس النضال الشعبي؛وإن منطق النداء الفكري،هو،تكريس ثقافة الماضي،المتشبثة التكرارية للتجربة،فالموقعات والموقعون،منشقون عن تنظيمات،و يعودون لرفع شعار الوحدة؛ الم نرث هذة الثنائية عن مايسمى بالحركة الوطنية المغربية والتقدمية واليسارية ؟النداء يكرس هذه الثقافة !!!!.
نص النداء:
“” تحتم علينا واجباتنا النضالية أن نتحمل مسؤوليتنا أمام ما تعرفه الأوضاع الاقتصادية/ الاجتماعية للشغيلة المغربية والجماهير الشعبية وما يطبعها من تعميق لمسلسل التفقير والخصاص والهجوم على المكتسبات، وتراجعات على مستوى الحريات العامة والخاصة بإقرار تشريعات وقوانين لمحاصرة كل فعل احتجاجي للمواطنين والمواطنات من أجل كرامتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، إن الأمر يتعلق بتغول السلطة المخزنية وأدواتها السياسية والاقتصادية، واستقوائها بالامبريالية الأمريكية والفرنسية، واتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني في مختلف المجالات وبالأخص العسكري والاستخباراتي، ما يهدد الأمن الغدائي والسيادة الوطنية وتماسك النسيج الإجتماعي لبلادنا.
ولا يمكن فصل أوضاع بلادنا عن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم ومن ضمنها المنطقة المغاربية والعربية، وبشكل متسارع منذ معركة طوفان الأقصى وانتصار المقاومة، التي أكد من خلالها الشعب الفلسطيني أنه يصنع التاريخ وأن ارادة الشعوب لا تقهر، هذه التحولات التي توضح بجلاء إصرار الامبريالة الأمريكية والصهيونية على فرض وحدانية سيطرتها على الصعيد الدولي بالدوس على القانون الدولي وهيئات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وضدا على القوى الصاعدة الطامحة لتأسيس عالم متعدد الأقطاب يستجيب لطموحات الشعوب، في ظل أوضاع محتدمة التناقضات والحروب الاقتصادية والعسكرية التي يغديها جشع الرأسمالية المتوحشة، وتنامي الحركات الفاشية والعنصرية وأحزاب اليمين المتطرف.
إن هذه الأوضاع المركبة والبالغة التعقيد بقدر ما تطرح أهمية الإحاطة بكل إشكالاتها النظرية والسياسية والبرنامجية، وطرح الأسئلة والأجوبة الملائمة، بقدر ما يطرح السؤال الأكبر وهو حجم المهام والتحديات التي تواجه قوى التغيير الديمقراطي ببلادنا وفي صلبها قوى اليسار، بحيث أن الإشكال ليس في الدفاع عن المكتسبات التي تم تحقيقها بتضحيات جسام، إنما في سؤال الوجود وبقاء سيرورة التقدم في مهام الديمقراطية والعدالة قائمة متقدة ومستمرة.
على هذا الأساس وبالنظر لأوضاع تشكيلات اليسار التي لا ترقى إلى مستوى مواجهة التحديات المطروحة بحكم أعطابها واختلالاتها البنيوية وعدم الاستفادة من أخطائها وتجاربها، وبحكم تعدد المقاربات والتوجهات، فهذا يفرض توفير إمكانات البحث عن أشكال التعاون والتنسيق بين هذه التشكيلات بالإستفادة من التجارب السابقة وبلورة برنامج سياسي يستجيب لطموحات الشعب المغربي ويستنهض طاقاته الخلاقة، لأن التغيير الديمقراطي لن يتأتى إلا بوجود يسار فاعل ومؤثر متجذر في بيئته الاجتماعية، وهذا ما يجب أن نعمل من أجله على كافة المستويات الفكرية والسياسية والبرنامجية بتصحيح العلاقات البينية داخل تنظيماتنا وفي مابينها وإعادة بناء الثقة بين المناضلين والمناضلات، وإعادة الاعتبار للفعل السياسي الجماهيري…
إنها خطوة لا تحتمل التأجيل،
وعلى هذا الأساس، فلنعمل جميعا احزابا وتيارات ومناضلين ومناضلات على:
— تكسير الجدران التي تعوق التواصل الايجابي في الفضاء الواسع لليسار المغربي، ونبذ الصراعات الحلقية، من أجل خلق إرادة سياسية جماعية،
— فتح حوار واسع ونقاش مسؤول بين مختلف مكونات اليسار محليا وجهويا ووطنيا للجواب الجماعي على الاشكاليات البنيوية النظرية والسياسية والتنظيمية على ضوء التحولات الكبرى الجارية،
— المساهمة الجماعية وباستعجال لبلورة مشروع اليسار من أجل التغيير الديمقراطي، وأن تكون علاقاتنا مقرونة بممارسة سليمة،
— بلورة الشكل التنظيمي الملائم بالانتقال من تنظيمات وتيارات وأفراد منعزلة عن بعضها البعض إلى جبهة سياسية ناظمة لهذا التعدد.”” “
بعد القرائة، تتأكد فكرة تصحر الثقافة السياسية لأغلب فئات نخبنا.
هناك إيجابية لأصحاب النداء، كونهم قالوا ما لم يجرئ الكثيرون على قوله؛ النداء يعكس فعلاَ عزلة قوى الطيف السياسى الوطني والديموقراطي والتقدمي اليساري.