تقطار الزهر” بمراكش بدل “تقطار الشمع”حينما يكون الإبداع بنون النسوة عنوانه: “زهرية مراكش”

تنوير /مراكش /محمد جرو:
بأنامل أنثى هي من لها الفضل في المحافظة على هذا الموروث المغربي ،والعمل على صونه واستمرار نفحاته العطرية ،تم تقديم عملية التقطيرلماء الزهر من خلال أزهار النارنج (الزنبوع) بالاعتماد على “القطارة” وهي وسيلة قديمة مصنوعة من النحاس الأحمر ومكونة من 3 أجزاء:الجزء الأسفل “الطنجرة”، والجزء الوسط “الكسكاس” والجزء الأعلى “قبة القطارة”، حيث لكل جزء دور جوهري في عملية التقطير.
وبهدف ترسيخ هذا الفعل الجميل وسط النشىء ،خاصة من الجنس الناعم،وزعت العملية على عدة أمكنة بمراكش بمناسبة النسخة 12 السنة الماضية ،لتقريبها من الجمهور هذه الفضاءات التي تحمل دلالات رمزية ذات بعد ثقافي في المخيال الشعبي والذاكرة المشتركة،بكل من “مقهى الحكواتيين”بين فنادق ورياضات حدائق المدينة،”بضريح الشيخ سيدي بنسليمان الجزولي”ثم “دار شريفية”،وكان لذلك وقع كبير ،افتقد هذه النسخة..
هو تقليد جميل مع نسمات الربيع من إبداع نساء مراكش ،لترسيخ ثقافة الجمال بتقطير روح الأزهار الفواحة.انطلقت فعالياته يوم الجمعة 21مارس 2025 ، مارس هذه السنة تحتفل المدينة الحمراء بالنسخة13 والتي تنظم تحت الرعاية السامية لملك البلاد ويستمر إلى غاية 14 ابريل بتنظيم من جمعية منية وشراكة مع مجلس جماعة مراكش ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومنظمة الإسيسكو بحيث سجلت “زهرية مراكش”تراثا ثقافيا لدى المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم منذ سنة2022 ،في انتظار اعتماده تراثا لاماديا للإنسانية ويسجل باليونسكو.
يقال مسافة المايل تبدأ بخطوة و”قطرة قطرة يحمل لواد”كذلك انتقل “تقطار الزهر”من تقليد أسري إلى فعل ثقافي سامي يعم مراكش ويصل عبقه الزكي إلى العالمية من خلال زوار التظاهرة مغاربة وسياح ملؤوا “مزهرية مراكش”عطرا يفوح حبا للمدينة الحمراء.