طقوس وعادات الاحتفال بعيد الفطر بالصحراء المغربية..تمثلات اللباس والطبخ ..ملحفة ودراعة وأتاي …

تنوير /الطنطان/محمد جرو:
من بين طقوس عيد الفطر في المغرب، أنه يتميز بتقديم مجموعة من الأطباق الخاصة، فيعد الطعام أمرا أساسيا في الثقافة المغربية والحياة الأسرية بشكل عام ، لذلك بالطبع له دور بارز في الاحتفال بأي عطلة، وقبل يوم العيد ، تنشغل العديد من النساء في المطبخ بإعداد الكعك والمعجنات المغربية والفطائر المتنوعة ، وأيضا مختلف أنواع الحلويات والكيك.ويختار البعض الآخر شراء والحلويات من محل معجنات أو مخبز محلي ، أو قد يطلبون حلويات من امرأة محلية تدير نشاطا تجاريا للخبز في المنزل، وعلى الرغم من إمكانية تحضير أي عدد من الأطباق خلال عيد الفطر،إلى جانب “حوايج”العيد للصغار و الكبار ،إناثا وذكورا وحسب المناطق المغربية ،أمازيغية وعربية..بين “،فوقيات”أو “جلالب”(للإناث كما للذكور)أو “گندورات”وبلاغي ..الخ
بالصحراءالمغربية تكون الأسر في استقبال هذا اليوم المبارك بكل بهجة وفرح ،فمن أول الصباح، تملأ أروقة البيوت الممتدة، أجواء الاحتفال، حيث يتزين الرجال والشباب والأطفال بزي “الدراعة” التقليدي، في حين تتألق النساء والفتيات بـ”الملحفة” المطرزة في بعض الأحيان بخيوط تميل للون الذهب والفضة، وتزينها بالحناء.
الملحفة لباس المرأة الصحراوية ،الملحفة هو زي عبارة عن ثوب طوله أربعة أمتار وعرضه لا يتجاوز المتر الواحد والستين سنتيمتر الميزة التي تميز هذا اللباس النسوي وحدة التفصيل بحيث أنه لا يحتاج إلى خياطة وإنما فقط عقدتين من الأعلى لتأمين دائرتين يطلق عليهما “خلالين” يمكنان المرأة من إخراج رأسها ويدها وإحاطته بجزء من الثوب ولف جسمها بالباقي … وتتميز الملحفة بالتنوع حسب الثوب و اسماء الملاحف ومن بين الاسماء ندكر مثلا “ساغمبوا”، “صافانا”، “واخ النعامة”، ويمر الثوب الذي تصنع منه الملحفة بعدة مراحل أبرزها مرحلة التشكيل أو الصباغة أو بما يعرف بتقنية “الباتيك” هي عملية تجميع وتجعيد وتشميع القماش ووضعه داخل الصباعة (بكيفية التغميس) بشكل عفوي، وبعد القيام بفتحها تظهر الألوان متشابكة ومتجانسة، بشكل عفوي ولكن للعفوية أيضا ما يبررها، وتنقسم أيضا الملحفة الى نوعين فالفتيات الصحراويات يرتدين ملاحف بألوان زاهية وفاتحة أما الملاحف بالألوان الداكنة وغاليا ما تكونن بالأسود والأبيض والرمادي للمسنات …. والملحفة هو زي الصحراويات في الجنوب في الحياة اليومية وأيضا في المناسبات،وبالنسبة للأرجل يرتدين “ݣرگ”أو بالدارجة “بلغة”وقد يلبسها كذلك الرجل .
الزي الرجالي الصحراي ، الدراعة هي قطعة من الثوب الناعم من عشرة أمتار، وقد تزيد قليلا أو تنقص حسب طول الشخص أو قصره، وتصنع من الأكثر أثواب شيوعا، وهو المسمى “بزان” وهناك نوع آخر يسمى “بلمان” قليل التداول. ذو لون أسود وهناك أيضا “الشكة” والدراعة عبارة عن ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجنبين، خيط من أسفل طرفيه وله جيب على الصدر، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق ، ويلبس تحت “الدراعة” سروال فضفاض يقارب الشكل الحالي للسراويل التقليدية بالشمال المغربي ويخاط من سبعة أمتار تقريبا ، يتدلى حزامه إلى أن يلامس الأرض ، ويسمى “لكشاط”(للأسف أصبح الشباب لايستعمله وتغيير “بالسمطة”ويصنع من الجلد الناعم به حلقة حديدية تسمى “الحلكة” ، ويضع الصحراوي على رأسه اللثام الأسود او الازرق. وفي رجليه نعايل قد تكون من نوع “سمار”أو غيره ،أو گرگ كما أسلفنا ،بمعنى “بلغة”بالدارجة المغربية…
على موائد هذه الأسر الصحراوية تتراصف أشهى أنواع التمور والألبان والأجبان والأذهان وحليب “النوق”، إلى جانب الحلويات والمأكولات التقليدية، كالعصائد ولحسا وشواء الكبد. وفي الجهة المقابلة “للمصرية” يتولى الرجال بدورهم مهمة إعداد الشاي الصحراوي، تباعا لما دأبت عليه عادات الأجداد.حالما تنتهي صلاة العيد، وفي أثناء ذلك، يتبادل الجميع التهاني والدعوات الصادقة بـ”مبروك العيد”، فيمتزج الحديث والزيارات بين الآباء والأبناء والأحفاد والجيران، معبرين عن هويتهم الثقافية المتجذرة في روح ساكنة أهل الصحراء المغربية.
بدلا من الاكتفاء بصلاة العيد والزيارات العائلية كما هو الحال في المدن الأخرى، يحرص أهل مدن الصحراء المغربية، على ذبح “أضحية” من الأغنام أو الماعز. هذه الممارسة ترتبط ارتباطا وثيقا بنمط الحياة البدوية السائدة سابقا، في هذه المناطق، حيث تعتبر الماشية مصدرا رئيسيا للرزق والغذاء.
بعد الإفطار، تقبل غالبية الأسر والعائلات الصحراوية على التوجه إلى البادية، بعيدا عن ضجيج المدن. وجهتهم الأساسية هي منطقة “لكرارة”، وهي مناطق رطبة في الصحراء تتميز بوجود أشجار الطلح. هناك، يقضون أوقاتهم مستمتعين بأجواء العيد وطقوسه، سواء داخل المنازل المملوكة أو الخيام المنصبة بالنسبة للذين لا يملكون مساكن خاصة بهم في تلك المناطق.
وعندما تنحسر شمس هذا اليوم المبارك، يحتفظ أهل الصحراء المغربية، بذكرياتهم التي يحيون معها تقاليدهم وعاداتهم المتوارثة عبر عقود، كالكرم، وحسن الضيافة، ومنها ما هو مربتط بالجانب الديني، والمرتبط أساسا بإحياء صلة الرحم المعروفة لدى أهل الصحراء..وعيدكم مبارك سعيد ،كل عام وأنتم بخير..