ثقافة و فن

نبيل لحلو -انها لفوضى جميلة!

عندما يحصل عمل فني جيد، كان ابداعا مسرحيا او سينما ئيا، على عدة جوائز، فهذا يعني ان هذا العمل الفني يتوفر على معطيات ابداعية رائعة و ساحرة ، لا وجود لها في الاعمال السينمائية او المسرحية المتنافسة على الجوائز. يخطر ببالي الفيلم المغربي الجميل “بوراق” الذي تنبأت له بحصد سبعة جوائز، فمنحته لجنة التحكيم للمهرحان الوطني للسينما المغربية، سنة 2007, ستة جوائز. كان استحقاق مببر و على جدارة لمخرجه محمد مفتكر و لمنتجه فؤاد شلة. و قبل سنتين ، فاز فيلم “ابي لم يمت” لمخرجه عادل الفاضلي، بجوائز عديدة (خمسة جوائز، ان لم تخني ذاكرتي)
و ان لم تخني ذاكرتي، فهذه او مرة ارى ان مسرحية مغربية، عنوانها “فوضى”، نالت خمسة جوائز في المهرجان المسرحي الاحترافي الذي اقيم بتطوان السنة الماضية.
اذا نالت “فوضى” خمسة جوائز، فهذا يعني ان مستوى المسرحيات المشاركة الاخرى كان “خرا”، مثل “لخرا” الذي اتسمت به الافلام التي شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للسينما، سنة 2007 و سنة 2023.
فاذا فازت مسرحية فوضى على خمسة جوائز رئيسية، فهذا يعني ان المسرحيات الاخرى، التي شاركت في المهرجان الوطني 24 للمسرح الاحترافي، و المتنافسة على الجوائز، كانت كلها “خرا”. و لكي اكون نزيها مع نفسي،
شاهدت مساء يوم 28 مارس مسرحية “فوضى” بمسرح محمد الخامس، في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.
مند اكثر من تلاثة عقود، و انا اواكب، بكل اهتمام، مشاهدة المسرحيات الذي يقوم باخراجها خريجو المعهد العالي للتمثيل و التنشيط الثقافي (ليزاداك). فبعدما درسوا اربعة سنين و تخرجوا، اسس بعضهم فرقا مسرحية و انطلقوا في اخراج مسرحيات كمخرجين، لا تنقصهم الموهبة. و من ببن هؤلاء المبدعين الشباب ( وهم، اليوم، رجال و نساء في سن الخمسون) اذكر من بينهم بوسلهام الضعبف، محمد الحر، مسعود بوحسين، امين نسور، لطيفة احرار ، اناس احجام، دون ان ننسى “المعلمة” نعيمة زيطان و اسما هوري و سليمة بن مومن و اخريات و اخرون،
الى كل هؤلاء المخرجين والمخرجات ، الموهوبين، الذين لم تعط لهم الدولة الامكانيات الضخمة، لينجزوا اعمالا مسرحية كبيرة و جميلة، اقول لهم : رحبوا بصديقتكم و زميلتكم مريم الزعيمي المخرجة الموهوبة التي تفوقت في انجاز و اخراج مسرحية “فوضى”. فعلا تفوقت و نجحت مريم الزعيمي في استغلال فضاء خشبة و حجم مسرح محمد الخامس لتعطي للمتفرج الاحساس انه،في بعض الحالات يشاهد مقاطع من فيلم سينمائي، هذا الاحساس يعود الى الاداء المقنع و القوي لسرا ماروك، التي تتسم لجدابية حقبقية. اما الاداء الذي فاجاني و اعجبي و افنعني فهو امين نسور، المخرج المسرحي الموهوب الذي عينه وزير الشباب و الثقافة و تلاتصال، رئيسا على لجنة الدعم الانتاج السنمائي المغربي. في هذا الصدد اقول لامين نسور : كن نزيها و صادقا و مبدعا في اختياراتك و دعمك للجودة السينمائية، لا للشعودة. و تجنب الرشوات. في مسرحية “فوضى”، كان اداء امين نسور ، اداء منفردا فكرني في طريقة تشخيص الممثلون الزنوج ادوارهم في الافلام الامريكية.

في “فوضى”، شخصية نسور فكرتني في شخصية جازون في فيلم البطلة Championne
كما انني لا انسى الاداء الجميل للممثلة الشابة ذكرى بنويس، التي استطاعت بادائها الذكي ان تواجه غضب و يأس الممثل الموهوب اشرف مسياج، و هو متخرج ، السنة الماضية من مدرسة ليزاداك.
كل هذا تحقق بفضل ادارة الممثلين التي نجحت فيها مريم الزعيمي.
مرحبا بمريم في نادى المخرجبن الموهوببن.
انني انتظر بكل اهتمام اخراجها التاني لمسرحية جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى