عصابات البوليساريو تقصف قوات السلام”المينورسو”.. والمجتمع الدولي في اختبار حقيقي

الحنبلي عزيز -متابعة
في تطور مقلق يُنذر بتصعيد جديد في ملف الصحراء المغربية، أقدمت عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو، خلال الأيام الماضية، على تنفيذ هجمات ضد مواقع تتمركز فيها قوات بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” داخل المنطقة العازلة. وقد استُخدمت في هذا الهجوم قذائف استهدفت عددًا من نقاط تواجد البعثة، دون أن تُسفر عن خسائر بشرية، لكنها خلّفت حالة من التوتر والقلق داخل أوساط البعثة الأممية، المكلفة بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار منذ سنوات.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذا التصعيد جاء كردّ فعل على التقرير الأخير الذي قدّمه قائد بعثة “المينورسو” إلى مجلس الأمن، والذي أشار بوضوح إلى تسجيل خروقات متزايدة من طرف الجبهة الانفصالية، لا سيما تحركاتها العسكرية في المنطقة العازلة ومحاولاتها المتكررة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
يُعدّ هذا الهجوم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة الذي يُنظم عمل قوات حفظ السلام، كما يُمثل تحديًا مباشراً لمجلس الأمن، الذي لطالما عبّر في قراراته عن دعمه الكامل لبعثة “المينورسو” ورفضه لأي محاولة لتغيير الوضع القائم على الأرض أو للمساس بالمنطقة العازلة.
وباتت جبهة البوليساريو، التي تتصرف كميليشيا خارجة عن القانون، تسعى إلى جرّ المنطقة نحو دوامة جديدة من الفوضى والتوتر، في وقت تزداد فيه الدعوات الدولية إلى تسوية سياسية واقعية ومستدامة تحت السيادة المغربية.
الهجوم الأخير لا يمكن اعتباره سوى محاولة صريحة من الجبهة لتحدي الإرادة الدولية، وإرسال رسالة استفزازية ليس فقط إلى المغرب، بل إلى منظمة الأمم المتحدة نفسها، التي تعمل جاهدة للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.
وفي حال عدم التصدي الحازم لمثل هذه التحركات، فإن مصداقية بعثة “المينورسو” ستبقى على المحك، كما أن استمرار هذه التهديدات قد يُعقّد مسار التسوية السياسية ويزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، التي تعرف أصلاً توترات متصاعدة.
في ظل هذه التطورات، أصبح من الضروري أن يتحرك مجلس الأمن بشكل عاجل لاتخاذ خطوات عملية، تبدأ بتوجيه تحذير واضح للجبهة الانفصالية، وقد تصل إلى مراجعة مهام “المينورسو” إذا استمرت الخروقات.
كما أن على الدول المؤمنة بالشرعية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها، وتُحمّل جبهة البوليساريو مسؤولية تعريض مسار السلام للخطر وعرقلة الجهود المبذولة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع.