تسريبات صندوق الضمان الاجتماعي تكشف عن تفاوتات عميقة في المغرب

أحمد رباص
اخترق قراصنة قاعدة بيانات صندوق الضمان الاجتماعي المغربي في هجوم إلكتروني غير مسبوق. واعترف الصندوق بأن كميات كبيرة من البيانات سُرقت من أنظمته في هجوم إلكتروني هذا الأسبوع، مما أدى إلى تسرب المعلومات الشخصية على تطبيق المراسلة تيليجرام.
تتولى هذه الهيئة تدبير معاشات التقاعد والتأمينات لملايين العاملين في القطاع الخاص، بدء من عمال خطوط التجميع إلى أطر للشركات.
وقالت الشركة في بيان إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن التسريب نتج عن قيام قراصنة بالتحايل على أنظمتها الأمنية.
ولم تحدد الوكالة من يشتبه في أنه مسؤول عن الاختراق، لكنها قالت إن العديد من الوثائق المنشورة كانت “مضللة أو غير دقيقة أو غير كاملة”.
وقال القراصنة الذين نشروا الوثائق على تيليجرام إن الهجوم كان ردا على “مضايقات” المغرب المزعومة للجزائر على منصات التواصل الاجتماعي، وتعهدوا بشن هجمات إلكترونية إضافية إذا تم استهداف المواقع الجزائرية.
ونسبت وسائل إعلام مغربية الهجوم إلى قراصنة جزائريين، ووصفته بأنه جزء من حرب إلكترونية أوسع بين البلدين.
تتعلق بعض المعلومات التي تم الكشف عنها بقضايا حساسة للغاية في المغرب. ومن بين الوثائق المسربة معلومات حول الرواتب، والتي إذا كانت دقيقة، فإنها ستعكس التفاوتات الهائلة التي لا تزال يعاني منها المغرب رغم التقدم الذي أحرزته في التنمية الاقتصادية. سكينة أخنوش إحدى بنات رئيس الوزراء تحصل على ما يقارب 11 مليون سنتيم. ويتسلم الكاتب الخاص للملك محمد منير الماجدي 120 مليون.
تتضمن الدفعة بيانات مالية غير مؤكدة تتعلق بمسؤولين تنفيذيين في شركات مملوكة للدولة، وأحزاب سياسية، وشخصيات مرتبطة بالهولدينغ الملكي والصندوق الخيري للعائلة المالكة، بالإضافة إلى مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط.
وقالت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات الشخصية في المغرب، الخميس، إنها مستعدة للنظر في شكاوى الأشخاص المستهدفين بالتسريب.
بسبب النزاع حول الصحراء الغربية، تدهورت العلاقات بين الجزائر والمغرب في الآونة الأخيرة إلى مستويات منخفضة تاريخيا.
استدعت الدولتان سفراءهما وأغلقت سفاراتهما ومجالاتهما الجوية.
ويعد دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، وهي حركة انفصالية تنازع المغرب على صحرائه، من بين الأسباب الجذرية للتوترات الحالية.
هذا، وربط مصطفى بايتاس، المتحدث باسم الحكومة المغربية، الهجوم بما أسماه الدعم الدولي المتزايد للمغرب في الصراع، والذي قال إنه “يزعج أعداء بلادنا إلى درجة محاولة إيذائها من خلال هذه الأعمال العدائية”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه يؤيد خطة المغرب بشأن المنطقة المتنازع عليها، وهو تصريح انتقدته الجزائر يوم الخميس.
خلال فترة ولايته الأولى، حول الرئيس دونالد ترامب في عام 2020 موقف واشنطن الراسخ إلى اتجاه دعم سيادة المغرب على الإقليم.
ولم تتراجع إدارة الرئيس جو بايدن عن هذه السياسة ولم تدعمها علانية.