أخبار وطنية

ماذا وراء تقرير ديميستورا حول ملف الصحراء المغربية ؟

لعب بالمصطلحات تخفي وتؤكد "هروب ديميستورا"من استجلاء الحقيقة الواقعية..

محمد جرو/الطنطان

كلام المبعوث الأممي،الذي أثبت فشله في الملف السوري ،يدفعنا لبسط مجموعة ملاحظات حول تقريره المتأرجح بين “العاطفة”دون طرح الاسباب حول الحالة الإنسانية للصحراويين بمخيمات لحمادة وبين “محاباة”الأمين العام للإستمرار في منصبه ،بعدما ظهر أن الإدارة الأمريكية ،التي صرح بأنها “بلغته”رسائل ،هي في الحقيقة،من وجهة نظري ،تحمل “تذمرا”من أدائه الباهت في تتبع الملف ،ومحاولة “إستمالة زميله”كما سماه (في إشارة لألكساندر إفانكو رئيس بعثة المنورسو)الذي تعد إحاطته وواقع الحال ،مبررا كافيا “لإتهام جبهة البوليساريو،بعدم التعاون ،بل ومهاجمة قوات حفظ السلام والحد من أداء عملها بشكل ييسر عملية السلام بالمنطقة ..
دعونا نطرح إحاطة إفانكو لمعرفة تجليات “تحد”جبهة البوليساريو للمينورسو ،ثم نعود لتخبط ديميستورا ومراوغاته اللغوية ،التي توحي “بضغط”ما أو “دفع”نحو إعادة الملف إلى سابق عهده،والخطير أنه لأول مرة يتحدث السيد ديميستورا عن “شعب صحراوي”لم تشر له حتى إسبانيا المستعمرة الوحيدة للمنطقةإلا بشكل مقتضب ،سنة 1967أما بالنسبة لمبدأ “تصفية الإستعمار”فقد غاب ،أو غيبه المبعوث الأممي من قاموسه ،لأن المغرب هو من طرحه،ومنذ سنة 1963 لإرجاع الصحراء التي يعتبرها جزء من أراضيه ،ضمن اللجنة الرابعة،وجاء إعتراف أكثر من دولة بالصحراء المغربية وهي الولايات المتحدة الأمريكية (عضو مجلس الأمن الدائم)والإمارات العربية المتحدة ،والمملكة العربية السعودية ،ثم مجموعة دول إفريقية وعربية ،ومنها من فتح قنصلية له بكل من الداخلة والعيون ،وفي مارس2022 قالت إسبانيا بأن “الحكم الذاتي”هو مشروع واقعي وذي مصداقية وعلى أساسه يجب حل المشكل ،وأخيرا فرنسا(عضو مجلس الأمن ورئيس الدورة الحالية )،وهي من دعت بوريطة لزيارة الولايات المتحدة في الثامن من أبريل الجاري،أشار لها ديميستورا من وجهة نظره فقط ،بل أصبح كالذي يريد أن “يقنع”مجلس الأمن بآرائه ،بينما دوره هو إنجاز تقارير وإحاطات !؟إذ ماذا يعني بأن زيارة وزير خارجية فرنسا بارو للجزائر يوم السادس من أبريل الحالي ،ودون أن يطرح الملف ؟؟! هذا مردود عليه ،لأن هم البلدين في ظل الشد والجذب وصل إلى مرحلة دقيقة ،تجلت في طرد 12 ديبلوماسيا فرنسيا من الجزائر ،وملف بلعيد صنصال ،الفرنسي -الحزائري (هذي ماشافهاش)في حين “أبدى تخوفه”من ازدياد الإحتقان بين المغرب والجزائر ،اتضح له من خلال تدافع الجارين لشراء الأسلحة ..والأنكى هو “استنتاجه”المبطن الذي يقول فيه بأن الحكم الذاتي ،يجب أن “يكون جادا”والدول التي دافعت عنه سبقته لذلك مقرة بأنه جدي وواقعي (أمريكا وفرنسا وإسبانيا)ممكن نقبل قضية “مقبولا”من الطرفين ،رغم أنه تحدث أثناء زيارته للمنطقة عن لقاء إبراهيم غالي بصفته “زعيم”جبهة البوليساريو ،وليس رئيسا ،لعلمه طبعا أن “الدولة الصحراوية”غير معترف بها بالأمم المتحدة ،ولكن تناقضه الصريح ،هو الحديث كما أسلفنا ولأول مرة عن “شعب صحراوي”والشعب في المفهوم القانوني يقتضي وجود دولة،وأرض ،و”تماهى”المناور الأممي مع “حالة إنسانية”لسيدة صحراوية ،والتي تدخل ضمن humain hystorieدون أن يمتلك الجرأة وتماشيا مع “تأثره”بحالات نساء تندوف ،ويتحدث عن من المسؤول عن ذلك الوضع المأساوي ،إضافة إلى نفاذ المؤونات الإنسانية التي نبهت لها المنظمات ذات الصلة ،ودقت ناقوس الخطر ،لم تسمعه آذانه ،حول أن بحلول موسم الصيف قد تزداد تأزما؟؟؟
لنطلع الآن على briefing أو إحاطة الكساندر إفانكو،بالمختصر وبحسب محللين..

وتشير إحاطة “إيفانكو “إلى تحول عميق في هذا الصراع المستمر منذ ما يقرب من خمسة عقود. ومن ناحية أخرى، أظهرت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية قدرة عملياتية معززة، مع تحسينات لوجستية كبيرة ووجود أكثر استدامة على الأرض. ومن ناحية أخرى، يبدو تأثيره على ديناميكيات الصراع أكثر محدودية من أي وقت مضى، في مواجهة العسكرة المتزايدة وتوقف الحوار السياسي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى رفض البوليساريو المشاركة بشكل بناء. ويوثق إحاطة إيفانكو تطور الصراع على الأرض والذي يفلت بشكل متزايد من الأطر التقليدية للأمم المتحدة، ولا سيما من خلال إدخال تقنيات عسكرية جديدة واستهداف الرموز الوطنية مثل احتفالات المسيرة الخضراء. توقعات اجتماع مجلس الأمن المقرر عقده في 14 أبريل/نيسان 2025، من المتوقع أن يشكل اجتماع مجلس الأمن لحظة حاسمة محتملة بالنسبة لمستقبل قضية الصحراء. إن إحاطة ألكسندر إيفانكو قد تؤدي إلى إعادة تشكيل كبيرة للنهج الدولي. هناك عدة عوامل رئيسية ستؤثر على مداولات المجلس: 1. الفشل الواضح لأساليب الحل التقليدية، والذي يتجلى في رفض جبهة البوليساريو الالتزام حتى بوقف إطلاق النار المؤقت خلال شهر رمضان، وافتقارها المنهجي للتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية في التحقيق في الحوادث. 2. الحادثة التي استهدفت احتفالات المسيرة الخضراء، ذات حساسية خاصة مع اقتراب الذكرى الخمسين لهذا الحدث الرمزي بالنسبة للمغرب. 3. التطور التكنولوجي للصراع مع إدخال الطائرات بدون طيار، مما أدى إلى تغيير موازين القوى والديناميكيات على الأرض. 4. إن موقف إدارة ترامب، التي عادت إلى السلطة في يناير 2025، قد يكون أكثر ملاءمة لحل نهائي يرتكز على الاعتراف بالسيادة المغربية. إن إحاطة “إيفانكو” ، من خلال توثيقها الدقيق للوضع العملياتي والأمني على الأرض، توفر لمجلس الأمن عناصر واقعية يمكن أن تبرر مراجعة النهج التقليدي للأمم المتحدة تجاه هذا الصراع. إن الرفض المنهجي من جانب جبهة البوليساريو للتعاون مع بعثة المينورسو، سواء في مبادرات خفض التصعيد أو في التحقيق في الحوادث، يمكن أن يكون حاسما بشكل خاص في تطور الموقف الدولي.
فهل يدفع هذا المنتظم الدولي ،خلال ذات الإجتماع إلى مطالبة جبهة البوليساريو نزع سلاحها،بحيث تفيد التقارير خاصة بعد أحداث الهجوم على مركز المحبس خلال احتفالات عيد المسيرة الخضراء ،وهجمات الجبهة على ضواحي السمارة ،أنها جبهة البوليساريو لاتبدي تعاونا لحل الملف..
لماذا غابت أسطر هذه الإحاطة عن ذهن ديميستورا ،والذي في وضع مضحك يدغدغ مشاعر أعضاء مجلس الأمن يوم الإثنين 14أبريل الجاري ،وصفه ب”زميلي”؟؟وأضاف أنه “يثمن عمل المنورسو بالمنطقة “رغم التحديات”التي لم يستطع توضيحها ،بل أقول عمد إلى”تجنبها”وهنا مفصل التقرير الغير حيادي والغير واقعي ،يتطلب منا جميعا ،مغرب رسمي وديبلوماسية شعبية ،مادام تحدث عن لقاءه “بفعاليات المجتمع المدني الصحراوي”بتندوف ،الترافع الحقيقي والواقعي ،وشرح وطرح صلاحيات الحكم الذاتي وفتحه للنقاش العمومي ،لأنه شأن عام مغربي داخليا وخارجيا ،وقد أثبتت تجربة استفراد الدولة بالملف ،فشلها بعدم إشراك حقيقي للقوى الحية المطلعة والمتابعة للملف من جميع جوانبه الأساسية ،لأن الشعارات وتواتر الزيارات لبوريطة وتواجد هلال الممثل الدائم للمغرب ،لن يؤثر بالشكل المطلوب في مسارات ملف الصحراء ،مادام يناقش أفقيافقط وبصيغ تجلت ومع وجود معطيات وتحولات جديدة ،أنها تقليدية وأحادية المنظور ،وقبل ذلك إشراك فعلي وحقيقي لساكنة المنطقة بكل قبائلها وفعالياتها ،مادام الأمر يعنيهم بالدرجة الأولى ،بمنطق أهل الصحراء أدرى بنوع الحكم الذاتي وشعابه ،ومنها الثقافية والموروث الشعبي بالنسبة لقضايا القبائل وغيرها،وهناك وثائق جد مفيدة وحاسمة إذا استخدمت واستخرجت من “صناديگ”تعود لقرون ،والدفع بإسبانيا للإفراج عن أرشيف المنطقة الذي قد يدحض ادعاءات كاذبة ،ويفنذ شخوصا وتواريخ استخدمت زورا ،والحكم الذاتي الذي سيطرح يجب أن يكون مسنودا بنماذج وتجارب قانونية دولية تحت السيادة المغربية ،ولعله من نافلة القول الحديث عن “دولة الجهات “وسبق للراحل الحسن الثاني أن تحدث عن تجربة ألمانيا الفدرالية ،وغيرها موجود باوروبا وخارجها ،وحان الوقت كذلك وفي إطار الديموقراطية التي لاتجزء بالنسبة لكافة التراب المغربي ،بخصوصية جهوية ،إيقاف نزيف هدر المال والوقت فقد استنزفنا كثيرا جراء ما أغدق من أموال على المنطقة دون أن ينعكس ذلك كثيرا على تنمية البشر والمجال ،إلا قليلا ،وكل بيت مغربي عانى ومازال من ويلات الحرب وتجار “السلم”إذ نمت عائلات ومسؤولون وتغولت حتى أصبحت شبيهة “بآل إوينغ”،لأنهم إغتنوا من خيراتها ،فيما أخرى إزدادت فقرا،أو لم تبرح وضعها قبل النزاع إن لم يكن أصبح أسوء ،وليست تلك “الشخصيات “وأفراد القبائل وحيدة بالمنطقة ،من جانب قبلي وغيره ،وبالتالي سيصعب اقتلاعها ،فقد خالت نفسها “وصية “أو “مالكة”لسماء ورمال وبحر الصحراء المغربية التي ارتوت دماؤها بشهداء وخلفت ثكلى من أرامل وأيتام ،و أحدثت “ثقوبا”في ميزانيات جماعات وجهات وغيرها إلى درجة أن الكثيرين استحلوا الوضع ،ولايريدون حلا للقضية ماداموا يلوكون أنهم “خارج الضرائب والمساءلات أمام محاكم جرائم الأموال ،لأنهم “من الصحراء”
أما ديميستورا فقد ختم”خطابه العاطفي”وليس تقريرا وصفيا وواقعيا ضمن أبجديات التقارير الأممية كما هو موكول له ،وفي “محاباة”للإدارة الأمريكية ،كما أسلفنا ،وهي من بين الممولين الأساسيين لبعثة المينورسو ،أقر معها ستافان ،”الصعوبات المالية” التي يعيشها المجلس برمته ،داعيا في الآن ذاته ،الدول المساهمة بالقوات ،وهذه إشارة واضحة ل”تعنت”الجبهة ومن ورائها الجزائر التي “تزيد”وتذكي حطبا لنار حرب لاقدر الله ،بمنحى “الأرض المحروقة”ومهاجمة للمينورسو وللمناطق العازلة ،كاف لدحض الأكاذيب ،لم يشر كذلك بشكل مفصل ودقيق عن هذه الدعوات (المساهمة بالقوات)ثم دعوته وفي ذات الإطار ،”بعض”أعضاء المجلس ربما في إشارة لروسيا والصين ،وهي -باينة- ،أعضاء دائمون ،حتى “نساعده”على تفتيت مصطلحاته وتعابيره الفضفاضة ،ربما لتغيير مواقفها والتصويت بأي شكل ،مادامت تختار دائما “موقف الإمتناع”مدفوعة ب”مصالح ذاتية”(حقي في الكعكة أو صبعي تم )وختم خطابه العاطفي ،بإدخال ذاتيته ،لامحل لها بالنظر للمعطيات السالفة ،”إصراره”على “تسهيل المسار”الشيء الذي لم نلمسه واقعيا ،على أن الثلاثة أشهر القادمة ،برأيه ،ستكون حاسمة وهو زخم عالمي في ارتباطه ليس فقط بملف الصحراء ،ولكن بالمنطقة الإفريقية برمتها ،وسنكون جميعا ،خلال”الإحتفال”بنصف قرن على انطلاق شرارة الملف الحارق ،وفي جدول أعمال مجلس الأمن في أكتوبر (نهاية مهمة المنورسو بالمنطقة)قد وجدنا حلا يرضي جميع الأطراف ،ربما إلا ستافان ديميستورا ،وهو ليس حقد أو حنق على الرجل ،لكن فشله كما أسلفنا في ملف سوريا ،رغم اختلافات في الوضعيات ،يوحي بعدم تمكنه من إدارة بؤر التوتر ..وكم أحن ولو نفسيا ومعنويا ،بشكل مجرد ،وخارج هذه القضية ،للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المغربي بن عمر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى