وجهة نظر

جدعون ليفي: بين ذكرى الكارثة وصور غزة المحترقة

الحنبلي عزيز 

نشر جدعون ليفي كاتب وصحافي مقالا في جريدة هأرتس الإسرائيلية  و اعيد نشره بالقدس العربي  الالكتروني بعنوان صحافيون إسرائيليون: “ما يجري في غزة حمام دم وليس قتالاً.. لم أتخيله حتى في كوابيسي الفظيعة؟ بتاريخ 24 أبريل 2025، عبّر الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي عن صدمة عميقة مما يجري في قطاع غزة، مقارنًا – لا من باب التماثل، بل من باب التحذير الأخلاقي – بين آلام الشعب الفلسطيني اليوم وذكريات الإبادة الجماعية لليهود في الحرب العالمية الثانية.

وقال ليفي إنه سيقف هذا العام كعادته عند سماع صفارة إحياء ذكرى الكارثة، لكن أفكاره ستنقسم بين ذكرى جدّيه، صوفي وهوغو، اللذين شاهد اسميهما محفورين على جدار المقبرة اليهودية في براغ، وبين صور غزة المحترقة التي لا تفارقه. وأضاف أنه منذ طفولته كان يتخيل النيران عند سماع الصفارة، لكن هذا العام سيراها تلتهم أطفالًا فلسطينيين حُرقوا أحياء في خيام لجوء بخان يونس.

وأشار ليفي إلى تحقيق صادم نشرته هآرتس عن قيام جنود إسرائيليين بإعدام 15 من عمال الإغاثة، وتحطيم سياراتهم، ودفن جثثهم في الرمال. كما تطرق إلى حادثة في قرية سنجل، حيث تُوفي مواطن بعد استنشاقه للغاز المسيل للدموع إثر إحراق المستوطنين لمنزله. واستعرض أيضًا المأساة التي يعيشها سكان تجمع “أم الخير” جنوب جبل الخليل، حيث يُطرد الرعاة من أراضيهم وسط تعاون بين الجيش والمستوطنين.

واستحضر ليفي مقالات صادمة نُشرت مؤخرًا، منها مقال لأوريت كمير اعتبرت فيه أن من لا يعارض هذه الحرب يفقد حقه في انتقاد الألمان على صمتهم إبان الكارثة، ومقال لدانييل بيلتمان وصف فيه يوم استئناف الحرب في غزة بأنه سيُذكر في التاريخ اليهودي إلى الأبد.

وأكد ليفي أن ما يحدث ليس كارثة جديدة، بل إنذار خطير إلى أين يمكن أن تتدهور الأمور، وأن تجاهل ما يجري الآن في غزة يعد خيانة لذكرى الكارثة وضحاياها، مضيفًا أن تجريد الضحايا من إنسانيتهم، كما فعل النازيون، يحدث اليوم في إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وأشار إلى أن المقارنة التي تلجأ إليها إسرائيل بين ما حدث في 7 أكتوبر وبين الكارثة هي مقارنة سطحية تسيء لذكرى الضحايا، موضحًا أن ما يحدث منذ ذلك اليوم من حصار وتجويع وتشريد وقتل، يحمل ملامح مأساة إنسانية كبرى.

وختم ليفي مقاله بالقول إنه رغم وقوفه دقيقة صمت عند الصفارة هذا العام، إلا أن تفكيره لن يكون فقط في جدّيه، بل سيكون أيضًا مع غزة وأطفالها ونسائها ورجالها الذين يسقطون يوميًا في “حمام دم” تنفّذه إسرائيل أمام صمت مجتمعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى