غزة: العمليات الإنسانية على وشك الانهيار التام، بحسب الصليب الأحمر

أحمد رباص

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يومه الجمعة من أن العمليات الإنسانية في قطاع غزة “على شفا الانهيار الكامل”، بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي الشامل لكل إمدادات المساعدات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان “إذا لم تستأنف إمدادات الإغاثة على الفور، فلن تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحصول على الغذاء والأدوية والإمدادات الأساسية التي تحتاجها لمواصلة العديد من البرامج التي تديرها في غزة”.
وفي نظرها، يجب على السلطات السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين. وحذرت المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، قائلةً: “لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة، وإلا ستغرق غزة في فوضى عارمة لن ينقذها منها أي جهد إنساني”.
منذ الثاني من مارس، لم يُسمح لأي مساعدات إنسانية بدخول القطاع الذي يسكنه 2.4 مليون شخص، وذلك لإجبار حركة حماس الإسلامية، بحسب السلطات الإسرائيلية، على إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر وما زالوا في قبضتها.
وقال باسكال هوندت، نائب مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في البيان: “بالنسبة للمدنيين في غزة، فإن كل يوم هو بمثابة صراع مرير من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل مخاطر القتال وتحمل عواقب النزوح المستمر – كل ذلك دون أن يتمكنوا من الاعتماد على المساعدات الإنسانية الطارئة”.
وأكد قائلا: “لا يمكننا أن نسمح بأن يتفاقم هذا الوضع الحرج بالفعل”.
وفي يوم الخميس، أدان مايك رايان، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ما يحدث في غزة ووصفه بأنه “عمل شنيع”.
ومع ذلك، إذا استمر الحصار، فإن البرامج مثل المطابخ الجماعية التي تديرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر – والتي توفر للعديد من الناس وجبتهم اليومية الوحيدة – لن تكون قادرة على الاستمرار لأكثر من بضعة أسابيع، حسب ما جاء في البيان.
ومنذ فرض الحصار، واصلت الأمم المتحدة إدانة الكارثة الإنسانية والصحية وخطر المجاعة.
كما أعلن برنامج الغذاء العالمي قبل أيام قليلة أنه “استنفد كافة مخزوناته”.
وتذكر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً أنه وفقاً للقانون الإنساني الدولي، فإن إسرائيل ملزمة، إلى أقصى حد تسمح به وسائلها، بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها.
كما أن الوضع في المستشفى الميداني التابع للمنظمة حرج للغاية، حيث نفدت بعض الأدوية والإمدادات الصحية.
تُعيد المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى تنظيم احتياطياتها وتُحدد أولوياتها لمواصلة العمل. وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه “بدون إعادة إمداد سريعة، فإنها تُواجه خطر عدم قدرتها على تقديم الرعاية الحيوية للمرضى”، مُدينةً أيضًا “الهجمات المتكررة التي تمنع العاملين الصحيين من أداء عملهم”.
لقد خلفت الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر أكثر من 52400 قتيل في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 شخصا اختطفوا في ذلك اليوم، ما يزال 58 شخصا محتجزين في غزة، بينهم 34 قتيلا، بحسب الجيش الإسرائيلي.