إصدار بوشعيب خلدون يخوض تجربة الكتابة الشعرية
"مدن الأحلام"... أو حين تتحول القصيدة إلى لوحة تشكيلية برسائل إنسانية تؤسس للتسامح

تعزز المتن الشعري المغربي بديوان جديد للفنان والتشكيلي والإعلامي بوشعيب خلدون، الذي اختار موعد فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط، للإعلان عن مولوده الجديد، في أول تجربة شعرية غير تقليدية يتقاطع فيها الحرف مع اللون، والرؤية الفنية مع الإحساس الإنساني، ليشكل هذا العمل منعطفا جديدا في مساره الإبداعي، الذي يتميز بتعدديته وتكامله بين التعبير البصري واللغوي.
ديوان “مدن الأحلام” الذي صدر عن مكتبة السلام الجديدة، وجاء في مائة صفحة تضمن 51 قصيدة، تكلف الشاعر والفنان بوشعيب خلدون نفسه برسم لوحة الغلاف الذي صممه الفنان عمر كولالي.
ويعكس هذا الإصدار رحلة إبداعية شاملة توظف الفن البصري إلى جانب التعبير الشعري لتصوير الأحلام والطموحات الإنسانية، يقول شعيب حليفي، الكاتب والناقد المغربي شفي تقديمه للديوان، “بوشعيب خلدون يكتب بروح الشاعر، ويرسم بروح الفنان. في ديوانه “مدن الأحلام'”، نكتشف تعددية فنية تعكس خيالاته الشعرية التي تتحول إلى مطر يروي الأرض، لتنبت من جديد أحلاماً طازجة.”
وتتميز قصائد خلدون ببنائها المفتوح على الذات والأمكنة، يقول حليفي، فالديوان يطرح أسئلة عميقة عن الوجود والحب والطموح. من الشعر إلى الرسم.. اندماج الإبداع يحمل الديوان توقيعا خاصا، حيث تتداخل الكلمات مع الألوان في نصوص شعرية مفتوحة على التفاصيل اليومية والأحلام الإنسانية.
يقول الشاعر خلدون في إحدى قصائده “ما بين الكاف والنون، كن فيكون ما بين الفاء والنون إبداع ولون، قل إنسان يرفض العيش بمنطق السجون حر عربي مسلم وإنسان لا تغيره السنون.”
أما حسن بيريش، الكاتب والإعلامي المغربي، فرأى في الديوان “تجربة متميزة تمزج بين الحبر والريشة، حيث تتحول الكلمة إلى لوحة فنية، وتصبح اللوحة قصيدة ناطقة.”
إن”مدن الأحلام” ليست فقط مجموعة من النصوص، بل هي “انعكاس لرؤية تجمع بين الفن التشكيلي والشعر. فكل قصيدة هي محاولة لإعادة صياغة العالم من حولنا برؤية مختلفة، حيث يمتزج الحلم بالواقع واللون بالكلمة.” وأضاف “أطمح من خلال هذا الديوان إلى تقديم تجربة جديدة تربط بين الثقافات، وتعزز قيم الجمال والتسامح والحب.” إنها رسالة إنسانية في قالب شعري بصري يمثل ديوان “مدن الأحلام” نموذجاً إبداعياً فريداً، حيث يتخطى حدود الشعر التقليدي ليقدم تجربة بصرية وشعرية متكاملة. يعكس العمل رؤية خلدون التي تتجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية، ليصل برسائله الإنسانية إلى القلوب في كل مكان”.
برحو بوزياني