أخبار وطنية

الناصيري ينفي بشكل قاطع أن يكون قد وعد أو تدخل لمنح “المالي” الجنسية.

عزيز الحنبلي -تنوير

  شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تطورات جديدة في ملف سعيد الناصيري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي والقيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك في جلسة خصصت لمناقشة عدد من التهم المثارة ضده، أبرزها التورط في شبكات تهريب المخدرات ومحاولة تسهيل حصول شخص أجنبي على الجنسية المغربية.

أحد أبرز محاور الجلسة تمحور حول منح الجنسية المغربية للحاج أحمد بن براهيم، المعروف بلقب “المالي”، حيث نفى الناصيري بشكل قاطع أن يكون قد وعد أو تدخل لمنح “المالي” الجنسية. وأوضح قائلاً:

“لم أقدم أي وعد للحاج ابن إبراهيم من أجل الحصول على الجنسية المغربية… جميع الادعاءات التي جاءت على خلفية هذا الموضوع كاذبة ولا أساس لها من الصحة”.

كما اعتبر الناصيري أن زيارة “المالي” للزاوية الناصرية والحصول على “الورقة الشرفية” أمر عادي يتم منحه لأي زائر، ولا علاقة له بالجنسية أو بأي إجراءات رسمية، واصفًا ما قيل حول هذا الملف بـ”الخيال الملفق بمساعدة الفنانة لطيفة رأفت”.

في سياق متصل، واجهت المحكمة الناصيري بتهم الضلوع في عمليات تهريب كميات ضخمة من المخدرات، بلغت حسب الملفات المعروضة نحو 10 أطنان من الحشيش، بالإضافة إلى عمليتين منفصلتين لشراء وتحميل كميات بلغت 300 كلغ و500 كلغ.

ووفق تصريحات الحاج “المالي”، فإن سعيد الناصيري كان يلعب دورًا محوريًا في الشبكة، حيث تولى التنسيق واللوجستيك، بل وكان حاضرا في مقلع حجارة بوجدة للتخطيط لأحد أكبر عمليات التهريب.

لكن الناصيري رفض كل هذه الادعاءات، مشككًا في مصداقية الشاهد الرئيسي “المالي”، مشيرًا إلى أن أقواله متضاربة وزائفة، حيث صرح في إحدى المرات أن الناصيري شارك في عملية تهريب عام 2006، بينما في إفادة أخرى زعم أنه رآه “في المنام”، على حد تعبير المتهم.

أثار الناصيري أيضًا عدة تساؤلات أمام المحكمة، قائلاً:

“إذا كنت أنا من اقتنيت هذه الكميات من لغزاوي وبن عيسى، فأين هما الآن؟ ولماذا لم تتم متابعتهما أيضًا؟”.

كما شدد على أن القضية كلها بنيت على أقوال شخص واحد دون أدلة مادية، وأن شاحنات بعيوي وشهادات التأمين التي تحدّث عنها “المالي” لا علاقة له بها، وهو ما أكده صاحب المحل المعني أمام المحكمة.

وفي ما يخص العلاقة مع الزاوية الناصرية، صرح نقيب الزاوية رضوان الناصري أنه حرر شهادة لصالح الحاج ابن إبراهيم بناء على طلب من سعيد الناصيري، بحكم أن والدته مغربية، مؤكدًا وجود علاقة قرابة تجمعه بالناصيري باعتبارهما أبناء منطقة واحدة.

كما أكد الناصيري أن السيارة التي سلمها “المالي” للزاوية كانت باسم الأخير، ولا علاقة لها بأي أهداف مستقبلية أو ترتيبات سياسية أو قانونية.

تعكس محاكمة سعيد الناصيري تشابكًا معقدًا بين السياسة والدين واتهامات الجريمة المنظمة. في ظل غياب دلائل مادية قوية، تبقى تصريحات الشهود محل تشكيك، في انتظار ما ستؤول إليه الجلسات القادمة، والتي قد تحمل مفاجآت جديدة في هذا الملف الشائك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى