خيّم صباح اليوم حزن عميق على أوساط المناضلين والمناضلات، بخبر وفاة المناضلة سامية عباد الأندلسي، زوجة المناضل المعروف مصطفى مسداد، بعد مسيرة نضالية هادئة، عميقة ومؤثرة، طبعتها بالكثير من الالتزام والإخلاص.
الراحلة سامية، الصيدلانية والمناضلة اليسارية، كانت من الوجوه النسائية البارزة في صفوف اليسار الجديد، حيث انخرطت مبكراً في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وساهمت بفعالية في المراحل الأولى للانتقال من العمل السري إلى النشاط السياسي العلني.
عرفت المرحومة بمشاركتها في تأسيس جريدة “8 مارس”، وكانت ضمن هيئة تحريرها، كما لعبت دوراً قيادياً في القطاع النسائي للمنظمة عند تأسيسه أواخر سنة 1983، قبل أن تسهم في وضع اللبنات الأساسية لهيئة اتحاد العمل النسائي سنة 1987، رفقة نخبة من المناضلات اللواتي نذرن أنفسهن لقضايا النساء والعدالة الاجتماعية.
سامية عباد الأندلسي واحدة من مؤسسات منظمة العمل الديمقراطي الشعبي و من أنشط عضوات الحزب الاشتراكي الموحد و عضوة المكتب السياسي السابق و الأسبق ، زوجة و رفيقة درب المناضل مصطفى مسداد .
لم تكن سامية من أولئك الذين يلهثون وراء الأضواء؛ بل كانت تشتغل في صمت، وبكثير من التواضع والرزانة، تؤدي مهامها النضالية بإتقان وبدون ضجيج، مؤمنة بأن الفعل السياسي الحقيقي يقاس بمدى أثره الجماعي، لا بما يعود على الأفراد من مجد أو اعتراف.
ظلت وفية لاختياراتها المبدئية، واختارت أن تكون في قلب معركة “دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع”، من خلال تمكين النساء والدفاع عن حقوقهن في احترام للخصوصيات الاجتماعية والثقافية المغربية، وتحويل القضايا الشخصية إلى ملفات سياسية تعني الجميع.
برحيل المناضلة سامية، تفقد الحركة التقدمية والنسائية في المغرب صوتاً نادراً وفكراً عميقاً وشخصية طبعتها البصيرة والحكمة.