اخبار جهوية

مسيرة الكرامة الجبلية تُدوّي من آيت بوكماز: مطالب اجتماعية ملحة في وجه الإقصاء والتهميش

عزيز الحنبلي-تنوير 

شهدت منطقة آيت بوكماز الجبلية التابعة لإقليم أزيلال، في اليوم الثاني، صباح الخميس 10 يوليوز 2025، انطلاق مسيرة احتجاجية سلمية ضخمة مشياً على الأقدام نحو مدينة أزيلال، شارك فيها المئات من المواطنين، بعد أن قضوا الليلة السابقة بقرية آيت امحمد. هذه المسيرة التي وُصفت بـ”مسيرة الكرامة الجبلية”، حمل فيها المحتجون صور جلالة الملك والعلم الوطني، تعبيرًا عن تشبثهم بالوطن وروحهم الوطنية، ورفعوا شعارات قوية تطالب بفك العزلة عن منطقتهم وتحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.

المشاركون في المسيرة أكدوا أن تحركهم السلمي جاء نتيجة سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش، وغياب أبسط شروط العيش الكريم، في منطقة ظلت خارج خريطة التنمية رغم وعود المسؤولين المتكررة. وقد قدموا ملفاً مطلبياً من عشر نقاط رئيسية، اعتبروها أولويات مستعجلة لضمان الكرامة والعدالة المجالية:

  1. إصلاح الطريق وفك العزلة: تهيئة الطريق الجهوية 302 (تيزي نترغيست) والطريق 317 (آيت عباس)، وربط المنطقة بوسائل نقل منتظمة لتسهيل الحركة وإنعاش الاقتصاد المحلي.

  2. النقل المدرسي: توفير حافلات لنقل التلاميذ للحد من الهدر المدرسي، خاصة في القرى النائية.

  3. الصحة العمومية: تعيين طبيب قار بالمركز الصحي وتجهيزه بالمستلزمات الطبية، وتوفير سيارة إسعاف للتدخلات الاستعجالية.

  4. الخدمات الصحية: تحسين الولوج إلى العلاجات وتقريب الخدمات إلى السكان، في ظل غياب مستشفى أو مراكز استشفائية مجهزة.

  5. الاتصالات والأنترنت: تغطية شاملة لشبكة الهاتف المحمول والأنترنت، لمواكبة التحول الرقمي وضمان الحق في الاتصال.

  6. فضاءات الشباب: إحداث ملاعب للقرب وفضاءات ثقافية ورياضية لفائدة شباب المنطقة، الذين يعانون من غياب البدائل الترفيهية.

  7. مراكز التكوين المهني: إنشاء مركز لتكوين الشباب في المهن الجبلية (الفلاحة الجبلية، السياحة البيئية، الحرف التقليدية…) بما يتماشى مع خصوصية المنطقة ويوفر فرص شغل محلية.

  8. مدرسة جماعاتية: بناء مؤسسة تعليمية جماعية لتشجيع التمدرس، خاصة لدى الفتيات، وتوفير الإيواء والإطعام.

  9. السدود التلية: إنشاء سدود لحماية الهضبة من خطر الفيضانات الموسمية، التي تهدد الزراعة والساكنة.

  10. الماء الصالح للشرب: ربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب، خصوصاً في ظل نُدرة هذه المادة الحيوية في فصل الصيف.

ووجه المشاركون في المسيرة نداءً واضحًا إلى السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة والوزارات الوصية من أجل التدخل الفوري للاستجابة لهذه المطالب “المشروعة”، معتبرين أن كرامة المواطن الجبلي يجب أن تكون ضمن أولويات الدولة في أي نموذج تنموي منشود.

مسيرة آيت بوكماز أعادت إلى الواجهة مطلب العدالة المجالية وضرورة إدماج المناطق الجبلية ضمن السياسات العمومية، بدل تركها رهينة العزلة والتهميش. فهل تصل الرسالة هذه المرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى