محمد جرو/الطنطان/تنوير
فخر واعتزاز بالإنتماء مولدا ونشأة للريصاني ،وسجلماسة التاريخ التي قد تنبعث من جديد مؤكدة لمن ترك قطار التنمية بعيدا عنها ،أن التراب الذي غطى كنوزها ستحمله “الريح”بعيدا لتنجلي بصمات شخوص وتواريخ حفرت بالمنطقة التي تعتبر هي أولى الحواضر في الغرب الإسلامي وقد تأسست في أواخر القرن الثامن الميلادي كنقطة تقاطع،استراتيجية بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ولعبت دورا محوريا في تجارة الذهب وفي الشبكات الاقتصادية والثقافية العابرة للصحراء.
فقد توصل فريق علمي مغربي خلال عامي 2024 و2025 إلى اكتشافات اثرية جديدة في اكبر عملية تنقيب بموقع سجلماسة التاريخي بالريصاني التابعة لجهة درعة تافيلالت.
فقد تم اكتشاف أقدم مسجد تبلغ مساحته 2620 متر مربع يؤرخ لبدايات الإسلام بالمغرب إلى جانب كنوز أثرية من الفن الإسلامي تعود إلى الفترة المدرارية (القرن 8 إلى 10 ميلادي )
وتمكن فريق المعهد من العثور على قالب خزفي يحتوي على آثار من الذهب كان يُستخدم لصك الدينار الذهبي وهو أول دليل مادي لسك الدينار السجلماسي كما تم الكشف عن حي سكني كامل يعود إلى العهد العلوي.
وأسفرت التنقيبات عن العثور على حي سكني من العصر العلوي، يعكس نمط حياة الشرفاء العلويين، ومجمّع ديني يمتد على مساحة 2600 متر مربع، يتكون من عدة طبقات معمارية متعاقبة تعود إلى عهد أبي العباس السبتي،كما تم الكشف عن دار سك النقود ومصنع لصياغة الذهب، مما يُبرز المكانة الاقتصادية الفريدة للمدينة في قلب الصحراء الشرقية.
هذه المعطيات الميدانية، إلى جانب القطع المنقوشة واللقى الخزفية والخشبية، تفتح آفاقاً جديدة لفهم تاريخ الفن الإسلامي، وأنماط الاستقرار الحضري بالصحراء، وتُسهم في إعادة تركيب مشهد الوجود السياسي والاقتصادي بالجنوب المغربي. سجلماسة اليوم تعود لتؤكد دورها كمركز إشعاع حضاري إفريقي مشترك..
فهل سيصل قطار التنمية للريصاني وسجلماسة وقصور تافلالت ،أم أن الأمر يتعلق ب”انبهار”لحظي مثل فقاعات سرعان ما تختفي وتخبو ويعود سكان أقدم حاضرة إلى “قصورهم وجناناتهم التي يبست وبهتت خضرتها ،وغابت لملوخية الفلالية وثمور تافلالت عن الأسواق المغربية ؟