ثقافة و فن

السينفيلي عبد الحق بوزيد (1950 – 2025) في ذمة الله 

عزيز الحنبلي

فقدت الساحة الثقافية والسينمائية المغربية، اليوم، أحد أعمدتها البارزين، بوفاة السينفيلي والجمعوي القدير عبد الحق بوزيد، عن عمر يناهز 75 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.

الراحل، المزداد ببني ملال في 8 ماي 1950، يُعد من الوجوه البارزة في حركة الأندية السينمائية بالمغرب، حيث انخرط مبكرًا في العمل الثقافي والسينمائي منذ سبعينيات القرن الماضي، وترك بصمات واضحة في هذا المجال، خصوصًا من خلال مساهمته في تأسيس الملتقى الأول للسينما الإفريقية بخريبكة سنة 1977، إلى جانب أعلام من حجم نور الدين الصايل ومحمد الدهان وعبد الرزاق غازي فخر، رحمهم الله جميعًا.

عبد الحق بوزيد قضى أكثر من ثلاثة عقود من حياته المهنية بخريبكة، حيث اشتغل كإطار بالمكتب الشريف للفوسفاط، وتولى مهمة المسؤول عن خلية السمعي البصري داخل المؤسسة، مساهماً في دعم الأنشطة الثقافية والسينمائية محلياً ووطنياً. وقد ارتبط اسمه بالنادي السينمائي بخريبكة، حيث كان عضوًا نشيطًا في مكتبه المسير، وشارك في تنظيم عدد كبير من اللقاءات والعروض والنقاشات السينمائية.

عرف عن الراحل أيضًا شغفه بالتوثيق البصري، حيث دأب على التقاط صور ثابتة ومتحركة لمختلف المحطات السينمائية والفكرية، من تكريمات وندوات وجلسات مناقشة، ما جعله ذاكرة بصرية حيّة للحركة السينمائية المحلية.

بعد تقاعده، عاد إلى بني ملال ليواصل نشاطه الجمعوي بكل حيوية، حيث ساهم في تأسيس جمعية “فن إكون” للنهوض بالثقافة البصرية بجهة بني ملال–خنيفرة، كما انخرط في جمعية “أمل” لمساندة مرضى السرطان بإقليم أزيلال، وجمعية “مهرجان ثقافات وفنون الجبال” المنظمة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد، وغيرها من المبادرات الثقافية والجمعوية.

ورغم أن المرض أنهكه في السنوات الأخيرة، ظل بوزيد وفيًا لالتزامه الثقافي والإنساني، وحظي بتكريمات مستحقة في حياته، اعترافًا بما قدمه من عطاءات طيلة مسيرته.

برحيله، يفقد المشهد السينمائي الوطني أحد عشاق الصورة والثقافة البصرية، وأحد رموز النضال الثقافي الصامت والمثابر.

رحم الله عبد الحق بوزيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ورفاقه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى