أحمد رباص – تنوير
غادر ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية أحداث “حراك الريف”، أسوار السجن بترخيص استثنائي من المندوبية العامة لإدارة السجون، من أجل حضور جنازة والده أحمد الزفزافي بمدينة الحسيمة.
في مشهد إنساني بليغ، ارتسمت اليوم بأجدير، ضواحي الحسيمة، صورة استثنائية لوحدة الشعور الوطني، حيث ودع ناصر الزفزافي والده الراحل أحمد الزفزافي، بكلمة حملت معاني الوفاء والانتماء. فمن على سطح بيت العائلة، وأمام جمع المشيعين، أكد الزفزافي أن وجوده بين أهله وأبناء بلدته “انتصار للوطن”، مشددًا على أن “المغرب كلٌّ لا يتجزأ، من صحرائه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه، وأنه لا شيء يعلو فوق مصلحة الوطن، حتى لو تطلب الأمر بذل الدماء في سبيل كل شبر من ترابه”. ولم يغفل الزفزافي، الذي سمحت له السلطات بحضور جنازة والده، أن يعبر عن امتنانه لإدارة السجون والأطر التي سهرت على توفير الظروف الممكنة لحضوره هذا الوداع المهيب، في بادرة وصفها بغير السهلة.
كلمة الزفزافي التي امتزجت فيها مشاعر الحزن بالروح الوطنية، وجدت صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ارتفعت أصوات مطالِبة بأن يشمل المعتقلين على خلفية أحداث الريف عفوٌ ملكي سامٍ بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في خطوة من شأنها أن تطوي صفحة من الألم وتفتح باب الأمل.
ويُذكر أن الزفزافي يقضي عقوبة سجنية مدتها 20 سنة على خلفية ملف “حراك الريف”. وقد أعادت وفاة والده والترتيبات الاستثنائية التي مكّنته من حضور الجنازة النقاشَ حول ملف معتقلي الحراك في الأوساط الحقوقية والإعلامية.
وقد أعاد رحيل أحمد الزفزافي وما رافقه من ترتيبات استثنائية النقاشَ حول ملف معتقلي “حراك الريف” في الأوساط الحقوقية والإعلامية.