مراكش: ياسر الزابيري من دروب سيدي يوسف بن علي الشعبية إلى ملاعب العالم شبل أكاديمية محمد السادس في الطريق نحو منتخب الأسود

محمد جرو/تنوير
رأى النور في الحي الشعبي سيدي يوسف بن علي وداعب المستديرة وسط دروبه وأزقته الضيقة. قادته الى فضاء أوسع ..وُلد الزابيري سنة 2005 في الحي الشعبي بالمدينة الحمراء الذي أنجب العديد من المواهب الكروية. كانت بدايته هنا وسط أقرانه من “لبهوج”في دروب صقلت مهارته وموهبته الفطرية، قبل أن تفتح له أبواب أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي وفرت له تكوينا تقنيا وبدنيا عالي المستوى، صقل شخصيته الرياضية وطور من إمكاناته بشكل احترافي.
يواصل ياسر الزابيري، كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم المغربية، بعد تألقه اللافت رفقة المنتخب الوطني للشباب في كأس العالم بالشيلي أو ملحمة كرة القدم الوطنية حيث كان من أبرز المساهمين في بلوغ “أشبال الأطلس” النهائي بعد صفعة ودرس كروي لن تنساه فرنسا إذ هو بمثابة ثأر من أصدقاء الزابيري لخروج أسود الرگراكي من المربع الذهبي بمونديال القرن بقطر سنة2022 وهو إنجاز تاريخي جديد للكرة المغربية بحيث أكد الإتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا ” ، أن المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة ، حطم رقمًا قياسيًا في تاريخ كأس العالم للشباب من حيث عدد الأهداف العكسية المستفاد منها خلال نسخة واحدة من المسابقة.
بحيث أوضح ” فيفا ” أن ” أشبال الأطلس ” إستفادوا من ثلاثة أهداف عكسية في ثلاث مباريات متتالية ضمن الأدوار الإقصائية لمونديال تشيلي 2025 ، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البطولة.
وقد جاءت الأهداف العكسية تباعًا في دور ثمن النهائي أمام كوريا الجنوبية ، ثم في دور ربع النهائي أمام الولايات المتحدة الأمريكية بعد تدخلين خاطئين من مدافع الخصم ، قبل أن يتكرر المشهد في دور نصف النهائي أمام فرنسا ، حين إرتكب الحارس الفرنسي خطأً أدى إلى تسجيل هدف في مرماه.
وبهذا الرقم ، أصبح المنتخب المغربي أول فريق في تاريخ كأس العالم لأقل من 20 سنة , يستفيد من ثلاثة أهداف عكسية في نسخة واحدة ، ليواصل كتابة التاريخ في المونديال الشبابي.
في سنة 2024، جذب ياسر الزابيري أنظار فريق اتحاد تواركة، الذي منح له الفرصة للعب مع الفريق الأول رغم صغر سنه، إذ لم يكن قد تجاوز 19 سنة بعد. تألقه لم يتأخر، فقد شارك في 11 مباراة وسجل ثلاثة أهداف، مقدما أداء ناضجا فاق التوقعات، وجعل منه أحد أبرز اكتشافات البطولة الوطنية آنذاك.
موهبة الزابيري تخطت بعد ذلك المغرب بفضل ترصد عيون خبراء كرة القدم العالمية ليحط الزابيري الرحال في نفس السنة بفريق “فاماليكاو” البرتغالي، المعروف باحتضانه للمواهب الشابة. وفي تجربة قصيرة، أكد المغربي الواعد علو كعبه، حيث سجل خمسة أهداف وصنع هدفا في ست مباريات فقط مع الفريق الرديف، ما دفع الجهاز التقني لإلحاقه بسرعة إلى الفريق الأول،أثمر توقيع عقد ومزيدا من الأهداف وعلى ملاعب الشيلي في مونديال الشباب لأقل من 20 سنة حيث بات واحدا من أبرز نجوم المنتخب المغربي ومن أكثر الأسماء تداولا في تقاريرو عيون الأندية الأوروبية الكبرى.وباتت مسألة بقائه مع فاماليكاو مسألة وقت فقط، في ظل الاهتمام المتزايد من أندية أوروبية عريقة ترغب في التعاقد مع الموهبة المراكشية الصاعدة.
الزابيري نموذج حي لشاب مغربي خرج من حي شعبي بسيط، ليرسم له وللكرة الوطنية صورة مستقبلية بهية تضعه في مرمى أكبر النوادي العالمية وتؤكد على أن هوامش وأحياء مراكش ومنها قلعة سيدي يوسف بن علي تحبل بمواهب عديدة وجب الإهتمام بها ومرافقتها لتصل للعالمية …


