كما أن ضحايا التنكيل السياسي والاختطاف يشكلون في الغالب الاعم جسما مركزيا من مناضلي ومثقفي اليسار المغربي الجديد بمختلف توجهاته،نظير الميل في التعبير عن قضايا المجتمع واسئلته المعلقة.اچترح السياسي لنفسه -وتحديدافي بعض صوره الحزبية التي تنسب نفسها للخط الديمقراطي-وجهة باهتة في تنظيم وتأصيل الجهر بالاحتجاج ضد بعض مظاهر
انتهاك الحقوق الأساسية للانسان.اذبعدما كان السياسي المرتبط منه تحديدابصنف معلوم من المعارضة اليسارية-ذات الطبيعة والشعار الماركسي فترةالاختطاف والسرية يلجأ للتعاطي مع الموضوعات الاستراتيچيةالكبرى،عبرتمثل وسائط ثقافية
وايديلوجية في التعبير عن اطروحاته المركزية،ومن خلال تنمية العمل المدني بحسبانه مرتكزاساسا للبوح وقناة لتصريف مواقفه السياسية يتوسل لغ ثقافية/ايديولوجية،لكن على أرضية استثماروتوظيف الأطر الجمعوية(الأندية السينمائية-الچمعيات
الثقافية-النسائية…)اصبح السياسي مسؤولا عن صنع حق اساس من حقوق الانسان،اي حق التعبير والرأي السياسي،كما حدث مع العديد من الصحف “المستقلة” زمن تجربة “التناوب”،وبشكل اوضح على عهد اول وزير “شيوعي” سابقا في الاتصال.على هذا الاساس نفترض،انه لاينبغي النظرللاضعاف الذي خضعت له صورة السياسة،لكونه يتم من خارج الأطر المؤسسة لها (المجتمع المدني بوجهيه:المرتبط والسلطة،والمتناغم مع الحزب)بل يأخذ-احيانا-وجهته من داخل الأطر المؤسسة عينها.كدوربعض مستويات السلوك الحزبي-مع استثناءات يتيمة-في اضعاف صورة السياسة،وتحديدا ضمن المحطات الانتخابية.
عود على بدء:
تعترض المتعاطي مع موضوعة المدني والسياسي صعوبات عديدة،يمكن تلخيص بعض منها اجمالا،في نوعية الشح الذي لازم إمكانية تحقيق نوع من التراكم النظري العميق المصاحب لتناول الموضوعة،غير أن هذه الصعوبات لم تمنع قيام بعض التناولات الرصينة والمقاربات العميقة التي تعاطت مع الموضوعة من مداخل جديدة نوعية تنهض على تغليب زوايا نظر فكرية-سياسية تحليلية(انظر المساهمة المتميزة الاستاذ عبد الاله بلقزيز:في الديمقراطية والمجتمع المدني)جعلتها تتجاوز طقوس كتابة الاجترار البائس،
التي أحاطت ببعض المقاربات السياسية والايديلوجية اثناء تناولها الموضوعة.
لا تدعي هذه المساهمة النظرية،الاحاطةبالمدارات الخفية والعميقة المتصلة بالموضوعة وبأسئلتها المعلقة.لكنها تنسب لنفسها الحق في إثارة بعض المفاصل المركزية،التي تروم أساسا إعادة تفكيرطبيعة العلاقة بين المدني والممارسة السياسية،من موقع نظر فكري سياسي مسكون برهان محاولة وضع اليد على بعض مظاهر الاضعاف المضمر منه والظاهر لثورة السياسية ولعناصرها المؤسسة،لفائدة تقوية المجتمع المدني.
انتهى