في خطوة استراتيجية تفتح صفحة جديدة في تدبير المنشآت الرياضية بمدينة طنجة، تقرّر رسميًا وضع حد لمرحلة احتكار شركة “سونارجيس” لتسيير الملاعب، والإعلان عن ميلاد شركة جهوية جديدة تُعنى بإدارة وصيانة البنيات الرياضية الكبرى، وذلك قبل أشهر قليلة من احتضان المملكة لنهائيات كأس أمم إفريقيا.
هذا التحول يأتي استجابة لحاجيات المرحلة، في ظل الانتقادات المتكررة التي وُجّهت لطريقة تدبير “سونارجيس” لعدد من المركّبات الرياضية، وعلى رأسها ملعب طنجة الكبير الذي عرف في السنوات الأخيرة مجموعة من الإكراهات المرتبطة بالبنية التحتية، وبرمجة المباريات، وتفاعل المؤسسة مع الفرق المحلية ورواد الملعب.
شركة جهوية برؤية جديدة
الشركة الجهوية الجديدة تُعد ثمرة تنسيق بين مختلف المتدخلين على مستوى جهة طنجة–تطوان–الحسيمة، بهدف إرساء نموذج تدبير أكثر مرونة وفعالية، يعتمد على القرب الترابي ويمنح صلاحيات أوسع للمسؤولين المحليين، بما يضمن استغلالاً أمثل للموارد البشرية والمالية.
ووفق مصادر مطلعة، فإن هذه الشركة ستتولى مهام صيانة الملاعب، وتطوير الخدمات المقدمة للفرق والجمهور، والرفع من مستوى التجهيزات، إضافة إلى ضمان جاهزية المنشآت الرياضية لاستقبال التظاهرات الوطنية والقارية والدولية.
سياق خاص قبل “الكان”
يأتي هذا القرار في مرحلة حساسة، إذ تستعد المملكة لاحتضان بطولة كأس أمم إفريقيا، وهو ما يستدعي نموذجًا تدبيريًا أسرع وأكثر احترافية. ومن المرتقب أن تشرف الشركة الجديدة على سلسلة إصلاحات وتحديثات داخل ملعب طنجة، الذي يُعد من أبرز الملاعب المرشحة لاحتضان مباريات كبرى خلال البطولة.
تعزيز الحكامة الرياضية
يُنظر إلى تأسيس هذه الشركة باعتباره خطوة نحو تعزيز الحكامة في القطاع الرياضي، من خلال القطع مع مركزية القرار وربطه بمؤسسات وطنية بعيدة عن خصوصيات الجهة، والانتقال إلى تدبير محلي يراعي متطلبات الأندية والفعاليات الرياضية والمجتمع المدني.
تطلعات وآمال
وتعقد الجماهير الرياضية في طنجة آمالًا كبيرة على هذا التحول، أملًا في إنهاء سنوات من الأعطاب التدبيرية التي أثرت على صورة الملعب وجودة خدماته. كما تنتظر الأندية المحلية—خاصة اتحاد طنجة—تحسنًا في علاقة التسيير وتوفير ظروف أفضل للتداريب والمباريات.
ومع العدّ التنازلي لانطلاق “الكان”، يُنتظر أن تُظهر الشركة الجديدة قدرتها على تقديم نموذج فعّال وحديث يعزّز مكانة طنجة كوجهة رياضية بارزة داخل المغرب وخارجه