أحمد رباص ـ تنوير
في أعقاب هجوم واسع النطاق بالصواريخ والدرونات على منطقة كييف خلال ليلة 6 ديسمبر 2025، تم تدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مرة أخرى، وضرب المحطات الفرعية، ومرافق التوليد، وفصل أحد خطوط الكهرباء التي تزود محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
بحسب القوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا 653 طائرة هجومية بدون طيار من نوع شاهد، و36 صاروخ كروز، و17 صاروخا باليستيا على أهداف في جميع أنحاء البلاد. تم تسجيل ستين ضربة في 29 موقعا.
وكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة (تلغرام) أن “الأهداف الرئيسية لهذه الضربات هي مرة أخرى البنية التحتية للطاقة”. وأضاف أن هدف الروس هو إيذاء الملايين من الأوكرانيين، وقد تدنى مستواهم الأخلاقي بالفعل إلى مستوى منخفض للغاية لدرجة أنهم أطلقوا صواريخ على المدن المسالمة في يوم القديس نيكولاس”.
تم الإبلاغ عن انفجارات في بولتافا ولوتسك وأوديسا وزابوريجيا وبيلا تسيركفا خلال الهجمات. وأفادت وزارة الطاقة بأن الضربات الروسية خربت مرافق توليد وتوزيع ونقل الكهرباء في ولايات كييف وتشرنيهيف ولفيف وأوديسا وزابوريجيا ودنيبروبتروفسك وميكوليف وخاركيف.
وفي منطقة تشيرنيهيف، ضربت طائرات روسية بدون طيار منطقة سكنية بالإضافة إلى البنية التحتية الحيوية في كل من المنطقة ومدينة تشيرنيهيف، كما ذكرت مصالح الطوارئ الحكومية.
وقال فيتالي زايتشينكو، رئيس مشغل الشبكة الحكومية الأوكرانية أوكرينيرجو، لصحيفة (كييف إندبندنت)، إن الهجوم كان “شديدا للغاية” على منظومة الطاقة في أوكرانيا.
أصابت الضربات محطات أوكرينرغو الفرعية ومرافق التوليد، وقطعت أحد خطي الكهرباء اللذين يزودان محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وأضاف أن “محطات الطاقة النووية الأخرى تعمل الآن بأقل من طاقتها الكاملة لأسباب تتعلق بالسلامة”.
محطة زابوريجيا النووية فقدت كل الطاقة خارج الموقع لمدة نصف ساعة، وهي المرة الحادية عشرة خلال الغزو الروسي واسع النطاق، وفق إفادة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشورة على منصة (X). وأضافت نفس الوكالة أنه تم إعادة ربط خط 330 كيلو فولت، لكن خط 750 كيلو فولت ما يزال منفصلاً.
كما أصابت الضربات الروسية محطات الطاقة الحرارية المملوكة لشركة (DTEK)، أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، في الهجوم الجماعي لسادس منذ أكتوبر. ورغم أن الشركة لم تذكر أسماء المصانع لأسباب أمنية، إلا أنها كشف تعرض معدات توليد الطاقة هذه “لأضرار جسيمة”.
واعتبارا من الصباح، انقطع التيار الكهربائي في ولايات أوديسا وتشرنيهيف وكييف وخاركيف ودنيبروبتروفسك وميكوليف. وقالت وزارة الطاقة إن الظلام اكتسح جميع مناطق أوكرانيا.
كما سقط ضحايا من المدنيين، وأصيب ثمانية أشخاص على الأقل، حسبما كتب وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو على منصة (تلغرام). ومن بين الجرحى ثلاثة في منطقة كييف، وثلاثة في منطقة دنيبروبتروفسك، واثنان في منطقة لفيف.
وذكر حاكم منطقة كييف ميكولا كالاشنيك أن رجلاً يبلغ من العمر 42 عاماً أصيب بشظايا في مدينة فاستيف الواقعة على بعد حوالي 60 كيلومتر (37 ميلاً) جنوب غرب وسط كييف.
وذكرت تقارير سابقة أن محطة القطار الرئيسية بالمدينة تعرضت للقصف أثناء الهجوم. وقالت هيئة السكك الحديدية في أوكرانيا إن روسيا قامت “بقصف واسع النطاق للبنية التحتية للسكك الحديدية” في فاستيف.
ووصف زيلينسكي الهجوم على محطة سكة الحديد بأنه “لا معنى له عسكريا”.
وأشار كالاشنيك أيضا إلى أن امرأتين، تبلغان من العمر 46 عاما و40 عامًا على التوالي، أصيبتا بجروح في منطقة فيشهورودسكي، شمال كييف. وأضاف المحافظ أنه تم نقل إحدى المرأتين المصابتين بالشظايا إلى المستشفى وهي في حالة صحية حرجة.
وذكرت مصالح الطوارئ الحكومية في أوكرانيا أن حرائق نشبت في مستودع في نوفي بيتريفتسي وفي منزل في بوتشا في منطقة كييف.
وفي دنيبروبتروفسك أوبلاست، ذكر الحاكم الإقليمي فلاديسلاف هايفانينكو أن الحرائق اندلعت في عدة مدن خلال الهجوم، بما في ذلك الضربات التي استهدفت المنازل في بافلوهراد وكذلك البنية التحتية المحلية في كريفي ريه.
كما أصيب صبي يبلغ من العمر 11 عاما في نيكوبول أثناء الهجوم.
وفي مدينة لوتسك الغربية، أفاد عمدة المدينة إيهور بوليشوك أن العديد من مستودعات المواد الغذائية اشتعلت فيها النيران.
وأفاد، كليمينكو، وزير المالية الأكراني الأسبق أن مستودعات الغذاء والدواء التهمتها النيران في مدينتي دنيبرو وبيلا تسيركفا في منطقة كييف.
من جانبها، أشارت القوات الجوية البولندية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنها أرسلت طائرات مقاتلة لحماية المجال الجوي البولندي وسط تقارير عن الهجوم الذي استمر ساعات على غرب أوكرانيا.
ولم تتوفر على الفور معلومات عن حجم الأضرار الناجمة أو أهداف الهجمات في جميع المناطق.
وهاجمت القوات الروسية بانتظام كييف والمناطق المحيطة بها في الأشهر الأخيرة وسط الجهود الامريكية لإطلاق مفاوضات من أجل إنهاء حرب روسيا على أوكرانيا.
يذكر انه في أحدث هجوم بالصواريخ والدرونات على كييف يومي 13 و14 نوفمبر، قُتل سبعة أشخاص وأصيب 29 آخرون.