حفلة تجنيس
تقدم مدريد للصحراويين اليوم حق الجنسية الإسبانية وذلك طبعا عن طريق إجراءات قانونية وشروط للأحقية للحصول عليها..
ليست الجنسية هي الغاية الأهم، إن بحثنا عن وطن يضمن لنا الشمس والهواء بصفة نقية و مياه تسيل من الساقية لتجتمع بالوادي. هذا البحث الطويل الذي قارب الستين سنة أو مئة وخمسين سنة بالعودة لجذور الإشكال. فالساقية والوادي في نظر إسبانيا محمية (الصحراء الإسبانية)، لذا فعرضها يدخل في تركيبة السيد والعبد (مواطنة الطبقية عند الاستعمار)، مواطن الدرجة الأولى وآخر في الثانية، كأننا بقطار يسير الشق الأمامي منه بأدوات متقدمة تكنولوجيا والشق الثاني أي الخلفي يسير سرعة الدواب الطيبة (حمدا لله عليها، فهي خير النعم)، لذا فنفس النهج والنظرة الإمبريالية تمارس الآن بصيغة رد الدين أو بالأحرى نوع من التقرب الحنون في نظر مجنون. الأمر لا يعدو كونه عطفا وأمومة متأخرة كي ينعم البيظان بعد دهر من النعيم تحت عباءة الوطن الإسلامي (الحمد لله، فنحن خير البشر).
فالسياسة إن كانت في هذا الإطار فهي سياسة الرحمة والأمومة وتكفير البعض من الذنب الدموي، وإن كانت الغاية ترحيل أهل الإشكال بقناعة وجعلهم في نور العتمة و إخضاعهم كما هم خاضعون للطبقية المتبقية.
بينما أجول تلقطت جملا تدمع لها الجدران لإخلاصها ووطنيتها.. كالمواطن الصحراوي والحكومة الصحراوية والتمثيلية والشرعية وسفراء في أوروبا والعالم للصحراويين، ومؤامرة وغيرها من الرؤى المفندة والمساندة. التساؤل هنا، هل الصحراوي مواطن؟ وفي أي درجة هو؟ كيف منح وطنية كما ذكرت سابقا أنها جعلت الجدران تدمع؟
محمد مشنان