مجتمع

الحلقة الثالثة عشر 13 من “شخصيات من الذاكرة”؛ عمرو الطنطاوي من رواد الأغنية المغربية -جلال العناية

الحلقة الثالثة عشر من حلقات من “شخصيات من الذاكرة” خلالها سنقف أمام شخصية فنية عملاقة،
فلا يمكن الحديث عن الموسيقى والغناء بالمغرب دون الحديث عن اسم الراحل عمرو محمد الطنطاوي، فعلاوة على مشاركاته في العديد من الأعمال الفنية رفقة كبار الملحنين والمطربين المغاربة والعرب، كان مرجعا وذاكرة فنية خصبة، واكب المشهد الفني الوطني لأزيد من خمسة عقود، ساهم خلالها في تطوير الموسيقى المغربية بروح عصامية نال بها التقدير والإعجاب،

ولد الفنان الراحل عمرو محمد الطنطاوي سنة 1929 في مدينة برشيد بمنطقة كريكيح بجماعة سيدي المكي حاليا, في عائلة محافظة،
بدأ تعليمه الموسيقي على يد المعلم أحمد زنيبر، والتحق بالجوق الجهوي لإذاعة الدار البيضاء سنة 1942، وفي شهر نونبر 1953 سافر إلى باريس بعد أزمة 20 غشت حيث التحق بالفنان الراحل محمد فويتح وبالفنانة الراحلة وردة الجزائرية واشتغل معهما قبل الالتحاق بأوبرا الجزائر.
وعاد سنة 1954 إلى الجوق الجهوي للإذاعة بالدار البيضاء ليلتحق سنة 1959 بالجوق الوطني للإذاعة الوطنية كعازف على آلتي التشيلو (الفيولونصيل) والعود

وقام سنة 1976 بجولة فنية شملت عددا من دول الخليج. وتفرد الراحل عمرو محمد الطنطاوي بأسلوب خاص في العزف على سلطان الآلات (آلة العود) التي اشتهر بها،

كان يعتبر عماد الفرقة الموسيقية الوطنية في فترتها الذهبية، التي وثقت للروائع الخالدة من ريبرتوار الأغنية المغربية. فقد كان الفنان الطنطاوي يساعد الملحن المغربي الراحل عبد السلام عامر في تحويل ألحانه وبلورتها وتحفيظها لعازفي الجوق الوطني، ومن بين هذه العامريات الخالدات (القمر الأحمر) التي أداها الفنان عبد الهادي بلخياط، و (قصة الأشواق) و (راحلة) من أداء الراحل محمد الحياني. وتألق الراحل عمرو الطنطاوي بعزفه الساحر والعذب في العديد من أدوار العزف المنفرد (صولوهات) التي كان يوقعها بأنامله، خصوصا بعض الفواصل التي تخللت رائعتي (القمر الأحمر) و (قصة الأشواق)،
فقد كان الراحل الطنطاوي بمثابة العين التي يبصر بها عامر، الذي كان يعول كثيرا على الطنطاوي في تدوين مجموعة من الروائع الموسيقية التي بصم بها عامر مسيرته الفنية التي كانت مقرونة باسم عمرو الطنطاوي، حتى أصبح لا يذكر اسم عامر إلا ويذكر اسم الطنطاوي.

كان محط إشادة كبار الفنانين العرب كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ الذين تعاملوا معه»

وخلف الراحل عمرو الطنطاوي عشر قطع موسيقية آلية، وأشهرها قطعة «غدر الحبايب» و«حرة عود»، عدا التقاسيم والفواصل الموسيقية، كما ترأس الفنان الراحل الجوق الوطني من سنة 1988 إلى سنة 1991،

أعطى هذا الفنان النكهة الأصيلة للأغنية المغربية، كان تدخله في محله، خدم الوطن من خلال الأغنية الوطنية. لقد خدم عمرو محمد الطنطاوي الأغنية المغربية بطريقة غير مباشرة، ليظل اسمه منقوشا واردا إلى جانب الأقطاب من الرواد الأوائل والأسماء البارزة في عالم الإبداع الموسيقي بالمغرب.

توفي عمر الطنطاوي يوم 4 مايو 2015 بعد معاناة طويلة مع المرض عن 86 عاماً بعد مسيرة حافلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى