في إطار ترسيخ ثقافة الاعتراف والاستحقاق، نظّمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صباح يوم الجمعة، حفلاً رسمياً لتكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين الحاصلين على أعلى المعدلات في امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2024-2025، بحضور عدد من المسؤولين التربويين وأسر المحتفى بهم، في أجواء احتفالية طبعتها مشاعر الفخر والاعتزاز.
وقد شمل التكريم أربعة عشر تلميذاً وتلميذة يمثلون الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، من ضمنهم التلميذة هبة بناني والتلميذ عمر الحريري، الحاصلان على أعلى معدل وطني بلغ 19.61، في تعبير صريح عن التميز الدراسي على المستوى الوطني.
كما شهد الحفل تسليط الضوء على مسارات استثنائية لتلاميذ تحدّوا ظروفاً صعبة، من بينهم التلميذ أسامة العنصلي، الذي اجتاز امتحاناته من داخل المستشفى أثناء علاجه من السرطان، وحقق معدل 14.19 في شعبة العلوم الرياضية. كذلك تم تكريم التلميذ عزيز يوسف من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي حصل على معدل 16.61 في شعبة التقنية والتكنولوجيات التطبيقية، والتلميذة حسناء الوريكة التي عادت إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع دام أربع سنوات، لتسجل معدل 14.94 في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية.
إن التنويه بهذه المبادرة التربوية الجديرة بالاحترام والتقدير لا يقتصر فقط على قيمتها الرمزية، بل يتجاوزها إلى ما تمثله من رسالة واضحة مفادها أن المدرسة المغربية لا تزال قادرة على إنتاج التفوق والتميز، شريطة أن تُواكب ذلك سياساتُ دعم ملموسة ومسارات تأطير ومصاحبة للمتفوقين بعد مرحلة الباكالوريا.
وتُسجل جريدة تنوير بإيجابية هذه المبادرة الجميلة والمتميزة، وتجدّد التنويه بهذه الالتفاتة الكريمة التي تؤكد روح الاعتراف بالتفوق. كما نذكّر بأننا كنا قد تناولنا هذا الموضوع عبر هذا المنبر مباشرة بعد الإعلان عن أسماء المتفوقين الأوائل، حيث دعونا الدولة، والوزارة بالذات، إلى مواكبة هؤلاء النوابغ وتيسير سبل متابعتهم لدراستهم العليا في أفضل الظروف، عبر توفير الدعم المادي والمعنوي، والمنح الجامعية، والتوجيه المهني والأكاديمي المناسب.
التكريم خطوة أولى مشجعة، لكن الأهم أن يترجم هذا الاعتراف إلى التزام مؤسساتي يجعل من التميز الدراسي مساراً مستداماً، لا لحظة عابرة تذروها الاحتفالات وتصفيق.