مجتمع

مابين قرى الصيادين بكوريا الديموقراطية وقرى مهجورة بالمغرب بون شاسع

محمد جرو/تنوير
لم تصدح حناجر المناضلين بمختلف المدن المغربية ب”جوج بحورا ..جوج بحورا والمعيشة مقهورة مقهورة” إلا ليعبروا عن احتجاجات على واقع متناقض. فمن جهة وأنت تجوب المملكة جنوبا وشمالا، تطالعك شواطىء ممتدة وموانىء تدر ملايير تضخ في صندوق الدولة وجيوب مافيات الذهب الأزرق، بينما جندي البحر (البحار) يعيش أوضاعا مزرية اضطرت الكثيرين لاختيار ذلك القارب للحريگ بدل أن يمخر عباب البحر ويعود بثروة لا “يستفيد” إلا من “خنزها النتن” ويذهب لبها إلى غيره.
استبشر هؤلاء البحارة خيرا بعدما سمعوا الحديث عن بناء قرى للصيادين تأويهم وأسرهم، وتقرب مسافات بين الصيد والسكن، إذ منذ 2022 سمعنا ورأينا كاتبة الدولة زكية الدريوش، التي قد لا تكون إلا “مشتغلة”لصالح “الحوت لكبير”، تتحدث عن تطوير الجيل الجديد من قرية الصيادين بالصويرية القديمة باعتبارها نموذجا جديدا من المنشآت البحرية المنفتحة.
بناء على اتفاقية تتعلق بهذا الورش المأمول، وقعت عن الجانب المغربي زكية الدريوش، الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري، وعن الجانب الياباني سيكيياما شنسير(Shunji SUGIYAMA)، رئيس وفد الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، بغاية تأهيل وتهيئة هذه القرى، خاصة تلك الواقعة جنوبا بجهة العيون الساقية الحمراء بمنطقة أمگريو وبتريفينت وغيرهما.
عندما ترى الصور وتقارنها بمثيلاتها بكوريا الشمالية أو الديمقراطية، تجد بونا شاسعا. في الجانب الكوري، حضر الزعيم إكتمال بناء قرية إشتراكية للصيادين على الساحل في “جون راكواون” مع مرافق الإنتاج الحديثة والمتقدمة لمؤسسة الإستزراع البحري ومختلف أشكال المساكن الحديثة ومرافق الخدمات العامة في تآلف مع الطبيعة المحيطة، وصفها “كيم جونغ أون “بأنها :’كيان واقعي للجنة الإشتراكية يستحق الفخر’ و«قرية الصيادين الفردوسية الخاصة بنا».وأضاف: «إذا تقدمنا إلى الأمام بهذه السرعة المذهلة، ستستقبل دولتنا تحولا عظيما للبلاد كلها عما قريب، وهذا ما يكون بالتحديد قدرة دافعة جبارة تقرب الإنتصار الكامل للإشتراكية».
إضافة لذلك، توفر الدولة لكل أفراد الشعب: العمل اللائق والسكن المجاني وحصص الغذاء المجانية والرعاية الصحية المجانية و التعليم المجاني، وفقا للسياسات الشيوعية التي أطلقها الزعيم الراحل كيم إيل سونغ..فأين نحن من كل هذه الإنجازات والمشاريع الحقيقية لفائدة “جنود البحر” وأسرهم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى