كلمة الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحدفي أربعينية الفقيد المناضل الفذ نوبير الأموي
كلمة الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحدفي أربعينية الفقيد المناضل الفذ نوبير الأموي المنظم من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمركب الثقافي محمد السادس بالدار البيضاء،وسط حضور مكثف لرفاق ورفيقات الفقيد و ممثلي الهيئات السياسية و النقابية و الحقوقية و الجمعوية و الصحافة و الإعلام الوطني،وذلك مساء يوم السبت 27 نونبر 2021 .
———————–
الأخ المحترم الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل
رفيقاتي رفاقي في قيادة الكونفدرالية
أخواتي إخواني أسرة الفقيد المرحوم محمد نوبير الأموي
السيدات والسادة ممثلي مختلف الهيئات الحاضرة
تحية تقدير خالصة و مواساة صادقة ؛ وبعد
فها هي ذي روح الفقيد المناضل الفذ، والقائد النقابي الصلب، الأستاذ محمد نوبير الأموي الكاتب العام السابق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، تأبي إلا أن تستمر في جمعنا – مرة أخرى- تحت سقف هذه القاعة لنجدد عزاءنا في هذا المناضل الكبير الذي غادرنا بعد عمر حافل بالنضال السياسي والنقابي، في مرحلة دقيقة من تاريخ شعبنا ووطننا ما أحوجنا فيها إلى مناضلين من صدق الفقيد الأموي وجرأته ،.
فقد خبرنا فيه طيلة مساره النضالي الحافل : المناضل النقابي الصلب الذي ظل دوما الى جانب الطبقة العاملة معبرا بوضوح وفصاحة عن همومها ،وطموحاتها، وملفاتها المطلبية ؛ كما خبرنا فيه المناضل السياسي التقدمي والذي جمعته بنا وبأجيال من حزبنا أواصر النضال الصادق ،وعلاقات الاحترام والتقدير لما ظل يمارسه من صمود إلى جانب رفاقه لينعم مغربنا بالكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ وهوما عرضه للمضايقات المتوالية، والاعتقالات المتكررة والمحاكمات الجائرة.
وإننا إذ نشارككم ألم الفقدان في هذه الأربعينية التي تصادف الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس الكدش، نتذكر بإجلال أن الفقيد قد ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالكدش، تأسيساً ومساراَ. ذلك التأسيس الهام الذي اعتبره الرفيق الشهيد عبد السلام المودن: “أكبر تطور اجتماعي عرفه المغرب في النصف الثاني من القرن العشرين” والذي كان بشعار”تحرير الأرض والإنسان”. وفعلا فقد أعطت الكدش،- ومنذ تأسيسها،- “للنضال” معناه العملي في مختلف منعرجات الصراع الطبقي المرير في المغرب. وكان للفقيد دور بارز في صياغة هذا التوجيه وتطويره.
ولعلكم تتذكرون السنوات العصيبة بعد القمع الرهيب لإنتفاضة يونيوه 1981 ثم انتفاضة 1984 حيث ظلت الفئات الشعبية تكتوي بنار الاختيارات اللاشعبية ،فكان الرقم الكدشي، هو الفاتح والمفتاح لظرفية النهوض الشعبي خلال تسعينيات القرن الماضي حيث كان الإضراب العام14دجنبر 1990، منعطفاً متميزا في “معنى”النضال النقابي والسياسي ببلادنا.
– وإننا في الوقت الذي نقف فيه إجلالا لروح الفقيد المرحوم الاستاذ الأموي، ونستحضر نضاليته وجرأته، نقول:
ما احوجنا لتلك النضالية الصلبة لمواجهة ما يعاني منه شعبنا ووطننا من تغول جامح للعولمة المتوحشة و لدوائر المصالح الجيواستراتيجية التي تسلبنا سيادتنا و تغرقنا تحت ضغط المديونية في مستنقع الخوصصة و التفقير و التجهيل و التبعية، و التي تستغل جائحة كوفيد لإحكام سلطويتها ولإغلاق الحقل السياسي و الاجتماعي، و الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات و حريات في تجاوز سافر للدستور و القوانين
ما أحوجنا إلى الرقم الكدشي لإستيعاب الانتكاسة الديمقراطية و الحقوقية و في مجال الحريات . و فرض التطبيع مع زواج السلطة و المال والتسامح مع الفساد و الإفلات من العقاب
ما أحوجنا اليوم لتطوير المعنى النضالي خصوصا وأن النضال الشعبي و في مقدمته الحراك الشعبي بالريف قد بلور درسا حقيقيا لطريق التغيير، و قيادته لازالت تقبع في السجون إلى جانب صحافيين و مدونين و أن درس IER لم يستوعب
ما أحوجنا إلى الرقم الكدشي لاستيعاب المعنى لحركة إجتماعية نوعية مطالبة بالعدالة الاجتماعية و المجالية و رافضة لضرب الحريات و تهديد الشغل و الحق في التعليم العمومي المجاني و الجيد و الموحد و للصحة العمومية و في الحياة الكريمة و الرافضة لارتفاع الأسعار ولاستفحال البطالة و اتساع دائرة الفقر وللتوظيف بالعقدة و لوأد الوظيفة العمومية و الإجهاز على الحقوق الشغلية للعمال.
ما أحوجنا لتلك النضالية الصلبة لمواجهة الردة التي يعرفها الوطن العربي الغارق في براثين الخيانة للقضية الفلسطينية، ومطبات التطبيع مع العدو الصهيوني في تزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الصامد في سجون العار و استمرار كفاح الشعب الفلسطيني.
ما أحوجنا إلى حركة نقابية مترجمة ميدانياً لمعنى العدالة الاجتماعية والمجالية و المناطقية، و لوطنية حاضنة لكل بنات وأبناء الوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه..
أيها الحضور الكريم،
إننا في الحزب الاشتراكي الموحد إذ نشيد بعطاء الفقيد وتضحياته ونعتبر فقدانه خسارة كبيرة أخرى للقوى المناضلة ، فإننا نحيي من خلاله كل المناضلين الشرفاء الذين رافقوه في مسيرته العسيرة ووشموا بتضحياتهم معالم طريق الاختيارات الشعبية الحقيقية،التي يجب أن تتقوى و تستمر، ونتقدم إليهم جميعا بصادق العزاء وجميل المواساة في هذا الفقد الأليم متمنين لهم ولكافة أفراد أسرته الصبر والسلوان
والرحمة والغفران للفقيد
عن المكتب السياسي:
نبيلة منيب؛ الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد
البيضاء في 27 نونبر 2021