ثقافة و فن

“جرح الذات”و “دمعة الخفاء”مجموعتان قصصيتان للقاص المغربي عبد العالي بيدار عن دار الوطن .

صدر مؤخرا للكاتب والقاص المغربي عبد العالي بيدار  مجموعتان قصصيتان عن دار الوطن للطباعة والنشر بالرباط. الأولى بعنوان “جرح الذات” وقد جاءت هذه المجموعة في حوالي 30 صفحة، وتتألف من 20 قصة قصيرة. كل قصة تحمل في طياتها وبين معانيها أحداث ودلالات، تدفع بالقارئ إلى سبر أغوارها والكشف عن مكنونها واستنطاق كلماتها، حيث تفصح عن قضايا ومشاكل المجتمع المتداخلة فيما بينها.

 اختار الكاتب لهذه المجموعة القصصية عنوانا “جرح الذات” الذي هو في الأصل عنوان قصة قصيرة يفتتح بها الكاتب، يقول فيها ” عقيق الوجود، دمعة الفراق، صراع القمم لحشد التغيير، خاضعون لقانون الجذب، تبقى جراح الذات. تكورت الأحاسيس، بدأ المشوار، آمن واقتنع الفراغ، يسافر ليلا ونهارا من أجل الحقيقة، ثبات الروح، حيث ينهار أمام الأسئلة الكبرى، يبحث المأساة، يشتري تذكرة عودة نحو كوكب الحنين، مرت سنوات على معركة الجمال، وجد نفسه بين ثنايا الهجرة، مهووسا بأصل قيمة وطن”.

أما المجموعة القصصية الثانية “دمعة الخفاء” جاءت في حوالي 57 صفحة،تضم 31 قصة قصيرة جدا، تعالج مجموعة من المواضيع والقضايا والثيمات المختلفة.كل قصة تبوح لنا بما يضمر الكاتب من أسئلة وأحداث ودلالات، ناهيك على رؤية متبصرة للقضايا الهامشية.

” نظافة ” قصة قصيرة.

(صراخ البحر، تأويل القمر، منال الحب، صحراء بل وجع، عنوان البطل، قبلة الصباح، قاموا نياما، رحل الضوء، غابت الألوان، طامة اللعب، سياق القلب، زوال العطاء، وردة الليل، نسيم النجم، بعيدة هي الأحلام، لا تنزلق العيون، الغالية أم تبقى وطن…)

إن محاولة قراءة أعمال الكاتب عبد العالي بيدار، ليس بالأمر الهين، بل تحتاج منا الكثير من الجهد والمثابرة، وذلك راجع بالأساس إلى الأسلوب الذي يسلكه الكاتب وهو يفصح عن ما تعتريه نفسه من أحاسيس ووقائع وأسئلة مقلقة، تعبر عن واقع معين،  وتناقش قضايا متداخلة فيما بينها. وتكمن الصعوبة أيضا في الأسلوب السردي الغامض الذي ينهجه الكاتب في هذا العمل، هوتكثيف للمعاني والأحداث، وحسن التعبير الموجز، واختيار اللفظة الدالة التي تتسم بالدور الوظيفي والتركيز الشديد في المعنى، ناهيك على سرعة الانتقال من حدث إلى آخر.

ومن بين عناوين هذه القصص نذكر ” الحمام – شلل –  وجع – بدائل – بكاء النهد – نقطة ماء – فوضى القلب – عين واحدة – قبلة البراءة – الباب الأخير – كفاح – عنقود – الحلم القريب …

القصة القصيرة تستهدف بأسلوبها المضمون الذي يقبل التأويل، وهذا الأخير جاءت به مدرسة كونستانس الألمانية، فأي عمل يجب تأويله والغوص في أعماقه، لأن القراءة تعدد من قارئ لآخر، وكل واحد يعطيها دلالة مغايرة، فالقصة كالرصاصة تنطلق  فتصيب الهدف مباشرة

بقلم منير الراجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى