عزيز المنبهي: تشويه الآخر المختلف، لا يبني حزبا ثوريا ولاهم يحزنون.
من حق المناضل عبد العزيز المنبهي أن يتبنى ما يراه حلا جذريا لمعضلة نظام الحكم في المغرب وينصرف إلى بناء الحزب الثوري حزب الفلاحين والعمال والفقراء الوحيد الذي بإمكانه إنجاز الثورة حسب يقينه الثابت ـ والذي لازال لم يُبْنَ بعدُ على مدى نصف قرن على ظهور المنظمة الماركسية اللينينية “إلى الأمام” ـ . ومن حقه أن يدعو إلى ما يشاء، كما من حقه أن ينتقد من يرى عكس ما يراه هو، لكن دون تحريف ودون تشويه للتاريخ وللوقائع خصوصا تلك التي لازال دمها حيا يجري ويعلم حقيقتها أغلب الناس.
لم يسبق لي أن قرأت أو استمعت للمناضل عبد العزيز المنبهي الرئيس السابق للمؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والمعتقل والمنفي السابق المنتمي للمنظمة الماركسية اللينينية “إلى الأمام” وشقيق الشهيدة سعيدة المنبهي، إلى أن حصل ذلك صدفة من خلال تتبعي لإحدى الحلقات على اليوتوب والمسماة “منفيون” والتي كان عزيز ضيفها..
لا أخفي أنني صدمت لهول ما سمعت من لغة قدحية اتهامية محنطة تجاه كل الأحزاب بما فيها النهج الديمقراطي وبالخصوص منظمة 23 مارس وبعدها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ولم ينس اليسار الموحد ولا الاشتراكي الموحد.، حيث كان لا يذكرهم إلا ملتصقين باليمينية والتحريفية والانتهازية والبورجوازية الصغيرة التي خذلت الشعب المغربي وساهمت في دعم النظام لاحتلال الصحراء والهجوم على الشعب الصحراوي ولازالت تساهم في بناء وتقوية نظام الاستعمار الجديد، ودعم الملكية المطلقة تحت مسمى الملكية البرلمانية.، بل أن ما زاد استغرابي هو الخلط المتعمد لتحريف بعض الأحداث والوقائع كما في حالة عبد الله ساعف الذي استوزر في حكومة المرحوم عبد الرحمان اليوسفي باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (PSD) الذي انشق عن منظمة العمل سنة 1996، بينما يصر عزيز المنبهي على ربطه باليسار الموحد على الرغم من كون المعني غادر المنظمة منذ ربع قرن، كما يصر على اتهام الحزب الاشتراكي الموحد وقبله منظمة العمل بكونهما استفاد كثير من أعضائهما من الريع المخزني في عديد من المؤسسات أو كوزراء وسفراء ومديري دواوين أو غير ذلك من الاتهامات السخيفة التي لا يستطيع إثباتها. ولم يقف المنبهي عند هذا الحد، بل زعم بشكل يدعو إلى السخرية أنه بعد الاستفتاء على دستور 2011 تم دمج العدالة التنمية والاشتراكي الموحد في معسكر واحد يقتات على ما يمنحه لهم النظام الملكي !!! ولأ أدري كيف تناسى عن عمد وسوء نية أن الاشتراكي الموحد قاطع ذلك الدستور كما قاطع الانتخابات التي جرت بعده والتي أوصلت العدالة والتنمية إلى الحكومة.
واعتبر المنبهي أن ما يجري في المغرب بإدماج كثير من أطر اليسار في النسيج المخزني، هو مؤامرة مستمرة ستستفيد منها الأطر الجديدة مثل نبيلة منيب (اللي جاية ف الطريق)والتي تحولت في نظره إلى “سفيرة متنقلة” !!!
وللخروج من هذا الوضع يرى المنبهي، أن الحركات الاحتجاجية التي يعرفها المغرب، هي ملامح الفكر الثوري الماركسي اللينيني، وهو قوة ضاربة تمثلها الحركة الماركسية اللينينية مشخصة ومحددة في منظمة “إلى الأمام”، ويرى المنبهي أيضا أن لا مدخل ولا حل سوى ببناء الحزب الثوري الشيوعي حزب الفلاحين والعمال والفقراء والمهمشين والمنبوذين، وذلك للإطاحة بالنظام والاستعمار الجديد بواسطة حرب مسلحة شعبية طويلة الأمد.، وتأسيس جمهورية وطنية ديمقراطية.
عبد الكريم عتابي