أخبار وطنية
جلسة النطق بالحكم في قضية الصحافي عمر الراضي: الكلمة الختامية لعمر و جزء من مرافعات باقي دفاعه.
* جلسة النطق بالحكم في قضية الصحافي عمر الراضي،،
ابتدأث من الساعة الثالثة زوالا رافع دفاعا عن عمر باقي الأساتذة:الاستاذ المسعودي و الاستاذ قنديل و الاستاذ آيت بناصر والاستاذ مهلال وبعدها أعطيت الكلمة الأخيرة لعمر أمام المحكمة.
للاشارة القاضي الذي سيصدر الحكم رفقة الهيئة التي معه، هو نفسه الذي أذان الصحافي توفيق بوعشرين ابتدائيا ب 12 سنة سجنا نافذة، وأذان الصحافي سليمان الريسوني كذلك ابتدائيا ب 5 سنوات سجنا نافذة.
من مرافعة الأستاذ المسعودي:
النيابة العامة حين لم تجد اي دليل يفيد تقديم عمر لمعلومات سرية لمن كان يلتقي بهم من اجانب في إطار عمله الصحافي، قالت إن دليل التخابر هو أنه لم ينشر اي مقال عن هذه اللقاءات.
إن كثيرا من الصحافيين لا ينشرون مواد تتضمن حصيلة لقاءاتهم إما لأنها غير جديرة بالنشر، أو لأنهم يؤجلون ذلك لتوقيت لاحق مناسب.
لكن الغريب أن الصحافيين سابقا كانوا يتابعون بما نشروه، واليوم عمر يتابع بما لم ينشره.
القانون يحدد جريمة التخابر في مباشرة اتصالات مع عملاء دولة اجنبية، وتقديم معلومات لها مشمولة بالسرية للإضرار بالوضع العسكري والدبلوماسي للبلد.
في واقعة عمر أين هم العملاء؟ ما هي هذه الدول الأجنبية؟ إذا كان القصد هو هولندا وإنجلترا فليس هناك أي قطع للعلاقات، ومازالت هاتان الدولتان تمولان مشاريع في المغرب، ولماذا لم تطلب الدولة المغربية ملاحقة هؤلاء العملاء؟ ولماذا لم تصدر الخارجية المغربية بلاغا لإدانة هذه الدول التي تجند عملاء ضد المغرب؟ وماهي هذه المعلومات المشمولة بالسرية التي كانت في حوزة عمر؟ وكيف حصل عليها؟ لأنه لو كان هذا صحيحا ،فالأكيد أن له شركاء داخل الأجهزة التي تمتلك هذه المعلومات، لماذا لم يفتح تحقيق لمعرفتهم؟ وماهي الأضرار التي لحقت الوضع العسكري والدبلوماسي للمغرب؟
لا يوجد في كل وثائق القضية اي مستند يجيب على هذه الأسئلة بما فيها حصيلة تفريغ مكالمات عمر الهاتفية التي كانت تحت المراقبة.
اكتفت النيابة العامة وكذا تعليل الحكم الابتدائي بالإشارة إلى أن منظمة بيرطا فونديشن التي مولت تحقيقا صحفيا لعمر في إطار منحة حصل عليها عن طريق التباري، هي منظمة تمول اعمالا خيرية بمخيمات تندوف مما يفيد أنها معادية للمغرب.
على هذا الأساس يجب طرد منظمة أوكسفام التي لها فرع بتندوف من المغرب، مع العلم أن الأستاذة عائشة الكلاع من دفاع الطرف الآخر شاركت بالأمس في ندوة نظمتها اوكسفام بالرباط.
وعلى هذا الأساس يجب اعتقال من يتعامل في المغرب مع بيرطا فونديشن وهم كثيرون ، ومع اوكسفام وهم كثيرون، وحتى مع الاتحاد الأوروبي الذي يمول برامج حتى للفائدة مؤسسات قضائية، كما يمول برامج في تندوف.
من مرافعة الأستاذ ميلود قنديل:
أولا: في تهمة الاغتصاب.
تناقضات أقوال المشتكية بحيث صرحت أن عمر امسك بعنقها بيد، وباليد الأخرى يديها، ثم أدخل اصابعه في فرجها (احسب سيدي القاضي، كم يمتلك عمر من يد).
المحادثات النصية بينهما كما هي مدونة في المحاضر تفيد أنها من قالت له بأن يأتي عندها، وكانت الساعة الثانية ليلا.
صرحت بأن عمر كان يغتصبها، وأن الهاتف سقط من يديها، وكان خطيبها يتابع واقعة الاغتصاب، فيما المزعوم بأنه خطيبها صرح أنه حين كان يحادثها عبر الفيديو شاهد شخصا يمر خلفها يلبس تبانا ثم انقطع الاتصال، وأنه لم يعرف بواقعة الاغتصاب إلا يوم عيد الأضحى بعد اعتقال عمر.
تصريحات الخطيب المزعوم تتعارض مع قولها إن المحادثة كانت في الظلام، فكيف شاهد شخصا يمر خلفها؟
تصريحات الخطيب المزعوم بدورها غير منطقية مادامت الأريكة ملتصقة بالحائط، فكيف سيمر خلفها عمر؟
أدلى الأستاذ قنديل بما يفيد أن الخطيب المزعوم أثناء الواقعة كان متزوجا بأمريكية ولهما خمسة اولاد، وأنه لم يقل أمام قاضي التحقيق إنه خطيبها، بل بينهما علاقة فقط.
الشهادة الطبية يجب استبعادها لأنه تم تحريرها بعد 27 يوما من الوقائع، وهناك إجماع طبي أنه لو كانت تلك الندوب الموصوفة في الشهادة حقيقية ،فهي تعود لاعتداء او جروح لم تمر عليها في أقصى الحالات سوى أسبوع.
ثانيا في واقعة التخابر:
اثبت بالشهادات أن عمر صحافي مهني خلافا لما قالت النيابة العامة إنه لم يلتحق بالمهنة سوى سنة 2021، ومن هذه الوثائق دعوة من الوزير الخلفي لعمر ليكون ضمن الوفد الذي سيرافق الوزير لنشاط في بلجيكا سنة 2012.
الدراستان اللتان قاما بهما عمر لصالح مكتبي الدراسات k2 و G3، أسفرت الأولى عن شراء شركة بريطانية لأسهم في كاش بلوس المغربية، والثانية عن اقتناع شركة بالاستثمار في ميدان التمور بالمغرب، ولا زالت لحد الآن تستثمر به، فكيف يمكن اعتبار هذين الدراستين مضرتين لمصالح المغرب؟ كما أن مكتب الدراسات G3 من المكاتب التي تتعامل معه مؤسسات عمومية منها OCP.
ارنولد سيمون الذي تدعي النيابة العامة أنه اسم حركي لعميل استخبارات كان يتعامل معه عمر، هو شخصية حقيقية وليس اسما حركيا، وهو موظف بالسفارة الهولندية، وقدم المحامي بطاقة إقامته، وشهادة بنكية له بالمغرب، ووثائق السيارة، وشهادة سكنى باسمه.
قدم الأستاذ قنديل رسالة من ارنولد سيمون للمحكمة يطلب فيها الاستماع له فيما نسب له، ورفضت المحكمة ذلك.
منظمة بيرطا فونديشن التي اتهمتها النيابة العامة بمعاداة المغرب، قدمت القناة الثانية مرتين وثائقيات من إنتاجها، آخرها كان بالأمس فقط، ويظهر في الجينيريك بوضوح اسم بيرطا فونديشن باعتبارها ممولة الفيلم الوثائقي.
جزء من مرافعة الأستاذ آيت بناصر:
لا وجود لأي دليل مادي على واقعة الاغتصاب، وحتى الشهادة الطبية المدلى بها والتي حررت بعد 27 يوما من الوقائع المدعى حصولها، حين عرضناها على مختصين في الطور الابتدائي أفادوا أن الندوب الموصوفة يستحيل قطعا أن تعود لاعتداء مرت عليه 27 يوما.
لا وجود لأي شهود عاينوا الاغتصاب أو سمعوا ما يفيد ذلك في منزل كان يوجد به ازيد من عشرة أشخاص باعتراف المشتكية، والواقعة حسب تصريحها وقعت في صالون مفتوح وليس في غرفة معزولة.
لا وجود لأي دليل على التخابر، فليس هناك تحديد للدولة التي قامت به، ولا للمعلومات السرية التي تم تقديمها، وحتى الأعمال الاستشارية والصحفية التي قام بها عمر واعتبرها المحكمة اعمالا استخباراتية بدون أي منطق، وبدون أي دليل سوى التعويضات التي كان يتلقاها، والتي كانت تمر لحسابه البنكي المعروف،، فكيف يستقيم عقلا أن جاسوسا يتلقى تعويضات من جهات استخباراتية عبر حسابه البنكي العادي والمراقب، وهو يعرف انه مراقب منذ الكشف عن أن هاتفه كان مخترقا ؟
إن كل القرائن والأدلة لا تقود سوى لبراءة عمر إلا إذا كانت المحكمة واقعة تحت ضغط جهة ما، كما كانت النيابة العامة وقاضي التحقيق وهيئة الطور الابتدائي، وهو ما تثبته المحاضر وقرار الإحالة وتعليل الحكم الابتدائي الذي نتمنى أن ينشر للعموم حتى يتبين سخافة ما حدث.
إن المغاربة مثل كل شعوب العالم يستحقون قضاء مستقلا ونزيها وجريئا، ولا يخضع لأي إملاءات.
من الكلمة الختامية لعمر الراضي:
أولا أدين ما قالت الأستاذة الإدريسي دفاع المشتكية من كذب في حقي ، حين ادعت اني وصفت موكلتها بالعاهرة، فليس من أخلاقي أن أصف اي امرأة بهذا الوصف.
ثانيا: اذكر الأستاذ مليح دفاع المشتكية الذي حين تحدث عن المتابعات التي تقع في فرنسا لسياسيين وصحافيين بسبب اتهامات بالاعتداءات الجنسبة، قال إن الجمعيات الحقوقية لم تتهم الدولة الفرنسية بفبركة الملفات، اذكره أنه ليست الجمعيات الحقوقية فقط، بل إن مؤسسة المدافع عن حقوق الإنسان التي هي بمثابة المجلس الوطني لحقوق الإنسان عندنا، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد اتهما النيابة العامة بتوظيف هذه الملفات في صراعات سياسية، هذا في فرنسا بلد المؤسسات، ولكم أن تقارنوا،،
ثالثا: سأضيف لتناقضات المشتكية التي أبرزها دفاعي، أنها أأنها امتنعت أمام المحكمة عن وصف ما وقع أثناء ما تدعيه اغتصابا لأنها كانت تعرف انها ستقع التناقض. واكتفت بأداء سينوغرافيا ودراما لتظهر في صفة المنهارة المغلوبة على أمرها، لكن خارج قاعة المحكمة تكون عكس ذلك، بل تلبس قناع البطلة التي تواجه الإعلام الدولي والجمعيات الحقوقية .
لقد رفضت النيابة العامة وقاضي التحقيق والمحكمة الابتدائية قبول الاطلاع على سجلات المكالمات الهاتفية بيننا لمدة شهور والتي توضح أنها من كانت تبادر بالاتصال في اوقات متأخرة من الليل، وكنت امتنع لمرات عديدة عن الرد على تلك المكالمات، وحتى في الرسائل النصية بيننا تلك الليلة فواضح أنها من استدرجتني.
اما في واقعة التخابر ، فكنت اتمنى الا تكون مرافعة النيابة العامة مثل الفقاعات المتطايرة التي سمعناها، كنت أتمناها أكثر رقيا حفاظا على قيمة مؤسسة النيابة العامة.
لتسمح لي المحكمة أن أعود إلى التسعينيات في تونس، حيث حوكم صحافيون ومعارضون ومفكرون بتهم جنسية، وكانوا يأتون بضحايا مزيفين، وبحقوقيين مزيفين، وبصحافة صفراء لتبييض هذه الجرائم المتمثلة في فبركة الملفات، لكن في 2015 نظمت جلسات استماع علنية للضحايا الحقيقيين وكشفت الحقيقة، وأصبح الضحايا المزيفون والحقوقيون المزيفون والصحافة الصفراء يسمونهم البلطجية.
لا اتمنى بالطبع لبلدي مصيرا مشابها لتونس، ولكن حبل الكذب قصير، وستعرف الحقيقة طال الزمن أم قصر، والغد سيكون للحقيقة والحرية والكرامة وإنصاف الضحايا الحقيقيين.
صدمني قول الوكيل العام إن من جرائمي كتابة ما يفيد التشكيك في قانون نزع الملكية، هنا لم نعد أمام تونس أو فرنسا، بل أمام كوريا الشمالية، إن هذا القول إهانة للدولة قبل أن يكون اتهاما لي، فليحدد السيد الوكيل العام للصحافيين ما يجوز كتابته وما لا يجوز.
في ختام مرافعته قال عمر :
إنني اعاني مرضا نادرا بحيث إن الجهاز المناعي الذي يفترض أن يحميني، هو من يهجم على معدتي، هذا المرض صورة مما نعانيه جميعا، وخصوصا في هذه المحاكمة، بحيث إن الأجهزة التي من المفترض أن تحمينا، هي من تقوم بأدوار خبيثة، لكن هذا المرض له دواء، وهو وجود قوة مناعية أكثر من الجهاز المناعي، وفي هذه الحالة فهذه القوة يجب أن تكون هي القضاء العادل والمستقل والنزيه.
وطننا وبنات وأبناء شعبنا يستحقون الأفضل.
ذنبي هو أنني طالبت بهذه العدالة
عدالة تنصف الفقراء
عدالة تنصف المظلومين
عدالة فوق الجميع.
*-الكلمة الأخيرة لعمر و مرافعات الدفاع من صفحة الأستاذ خالد البكاري و صفحة والد عمر إدريس الراضي
تنوير -الدار البيضاء
عزيز الحنبلي