اخرى

التنمية: المنبع والمصب!

عبارةُ التنمية سائلة.
التنمية مطمح الجميع! الكل يفكر في ما يجعلها ممكنة، ولا أحد تقريبا يحركه، قبل هذا التفكير، التساؤل عن ماهيتها. يضمر هذا المطمح صراعا داخليا معتركه تحديدُ ما به تتهيأ شروطه.

إن التمثل الذي ألصق بالتنمية يفصح عن نفسه في مقولات الرفاه الاجتماعي ورغد العيش، وهو تمثل يستدعي بالضرورة مستوى دخل يتناسب والحاجيات. وهو تناسب يتحقق بتوفير فرص الشغل. ووحدها الاستثمارات المنتجة قادرة على جعل هذه الفرص ممكنة. من هذا المنطلق تأتي البنية التحتية كشرط حاسم في جعل هذه الإنتاجية ممكنة. بنية تحتية يتوزعها المادي والبشري. والبنية التحتية ذاتُها تتأسس على استثمارات عمومية يتوزعها المادي والبشري، والقانوني أيضا. ولا يتسنى للاستثمار العمومي أن يوجد في غياب إرادة سياسية تترجم المصلحة العامة، تلك التي تسري في التمثل الذي تفصح عنه مقولة الرفاه الاجتماعي. ذلك أن الإرادة السياسية المتجهة صوب هذه المقولة لا تصير ممكنة بغير الديمقراطية. تلك الديمقراطية التي يحصنها مبدأ الأصلح. وإن ديمقراطية لا تتسلح بمستوى وعيٍ قادر على شحن الطامحين إلى التنمية بروح الإنتاج المبدع لا تعدو كونها وَهم ديمقراطية.

التنمية عبارة سائلة.
وتدفق العبارة يخطئ منابعه الأصلية حين لا يذهب أبعد من الديمقراطية، حين لا يتقصى المنبع الذي منه يرتوي الطموح إلى جعل الرفاه الاجتماعي مجسدا على الواقع بمنأى عن الاستيهام. والمنبع الأصلي تدل عليه الخارطة جغرافيا والتجربة تاريخا.
منير الهدهودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى