أخبار وطنية

عودة الشهداء – في ذكرى الرفيق عبد السلام المودن

 

هي لحظة ذكرى نستعيد من خلالها بعضا من تجربتنا الجماعية، معالم فعلنا النضالي الرصين، الخطوات الأولى في سعينا المشترك لتصحيح مسار شعب قدم أغلى التضحيات من أجل العيش الكريم والحق في الحياة الحرة وعزة النفس. نتذكر جميعا كيف استعاد شعبنا هبته الأولى ضد الاستبداد والتهميش، كيف واصل أبناؤه البررة معركة الحد من سطوة المستعمر وامتدادات استغلاله لخيرات البلاد، وضد تأبيد التبعية وكل مخططات الاستنزاف وتكريس معيقات التطور.

حين نستعيد ذكرى الرفيق عبد السلام المودن، بكل ما كان يعنيه بيننا كطاقة خلاقة، وقدرة لافتة على مواكبة التحولات التي تعرفها البنية الطبقية وتطورات  المجتمع، فإننا نستحضر مساهماته الفكرية في انتاج الأساس النظري والفكري في حصر تناقضات الواقع وإبراز معالم التصور النظري، القادر على بلورة الفعل النضالي الذي يتناسب واللحظة التاريخية ومستوى تطور الصراع .وقد تميزت مساهماته بسعيه لربط الحاضر بصيرورة تشكله عبر مراحل تاريخية عرفت تحولات وأثرت في تطور العلاقات المجتمعية في اتجاه احداث تحولات في البنية والروابط المختلفة. ولعل كتابه “الدولة المغربية ” يبرز ملامح متهج وكيفية صياغة مواقفه وآرائه السياسية. إن قدرته على التحليل والبناء النظري لأفكاره، ساعد كثيرا، إلى جانب رفاق آخرين، في تقوية قدرات المناضلين على استيعاب الواقع وبلورت الأساليب النضالية في سياق صياغة الأهداف الواقعية ومراحل تحققها .

لا يمكن ذكر فقيدنا العزيز، دون الوقوف عند مراحل تاريخ نضالي حافل حقق مكاسب وشابت تطور فعله تعثرات. كانت المواجهات على أكثر من مستوى وفي كثير من المحطات والمجالات. فسياسيا كشفنا كل مخططات التهميش والسطو على المؤسسات، ثقافيا تصدينا لكل محاولات تكريس الفكر الواحد وما يلحق به من دعائم الامتثال والانصياع للإملاءات ومخططات التفقير وتأبيد الشعور بالدونية. هكذا شكلنا طليعة نضالية تعرضت لأنواع من التنكيل والمطاردة، قابله إصرار على مواجهة آلة جهنمية لا تتردد في زهق أرواح. عنادنا أحبط كل مخططات الحد من فورتنا واعتقادنا الراسخ بأننا سننتصر                                   اليوم نقتفي خطو من عبدوا الطريق بفكرهم وعميق تحاليلهم، نستحضر ما جادت بها عطاءاتهم في تحديد أطراف الصراع ومداخله. اختلفت الآراء وتوطدت العلاقات وواصلنا المسعى في اتجاه تقوية مواقعنا السياسية كقوة مجتمعية تميزها اختياراتها ونوعية علاقتها مع محيطها ومجالات تواجدها. إننا اليوم نحتفي بما انتهينا إليه في سياق تثبيت موقعنا المتقدم في صراع غير متكافئ، بين أطراف تعددت مواقعها وتباينت تصوراتها واختلفت اختياراتها. نحمل

لقد استطعنا تأكيد حضورنا كأصحاب وجهة نظر، نجلي الحقائق كلما اكتملت تفاصيلها ونكشف مصائب المحابات وزلات الارتداد.

لا ليل يخفى بريق الآمل، منارات فورتنا تفكك عتمة الظلام، سعينا الدائم لرس الخطو على وقع سيرة الشهداء، يفتح في أفقنا تباشير غد تتفتق فيه ألف زهرة ونستعيد مجد وطننا التليد.

أحمد حبشي

                                    نونبر 2022

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى