محمد الغلوسي:الحكومة تواجه المجتمع بتصريحات تصب الزيت على النار
يبدو اليوم أن التوجه المحافظ والمستفيد من تأجيل كل الإصلاحات والمناهض لبناء دولة الحق والقانون القائمة على ربط المسؤولية بالمحاسبة وفصل السلط يشعر بأنه لا وجود لأية قوة يمكن أن تقف في طريقه ،وأنه يملك كل الأدوات والآليات الكفيلة بمنع أية نوايا ومطالب تروم الإنتقال من الوضع المحجوز إلى وضع أكثر انفتاحا، فهو لن يقبل بوصفة سياسية قائمة على الانفتاح والإنفراج فبالأحرى أن يقبل بإنتقال ديمقراطي
هو توجه انقلب على دستور 2011 وكل المكتسبات وعبد الطريق للريع والفساد والغلاء وقمع الحقوق والحريات واعتقال الصحفيين والنشطاء المدنيين ،لذلك لايجد هذا التوجه أي حرج في أن يستورد الغازوال الروسي بأسعار منخفضة ويزور وثائق المنشأ ويعيد بيعه للمغاربة باعتباره مستورد من الخليج او امريكا ويجني أرباحا طائلة،يحدث هذا دون أي تحقيق او محاسبة او حتى مجرد توضيح شاف لطمأنة الرأي العام ،وهو نفس التوجه الذي تسبب في التضخم وغلاء الأسعار وانتشار الفساد والرشوة والزبونية ويجبرنا جميعا على أداء الفاتورة الثقيلة رغم أنه لايد لنا في ذلك ولانتحمل مسؤولية هذا الوضع
الحكومة بإعتبارها امتدادا لهذا التوجه لم تجد أدنى مشكلة في أن تقول لنا بعبارة واضحة مايلي :”لقد قامت الحكومة بكل الإجراءات والتدابير التي بإمكانها أن تحد من إشتعال نيران الأسعار ولكن الغالب الله وحتى حنا ماعجبناش هاد الوضع وما مفرحناش!!!”
تشعر وانت تسمع مثل هذه التصريحات بأن “الماتش كبير عليها بزاف “، وأنها تعول فقط على المزيد من صبرنا وتحملنا لمواجهة الغلاء ،أمر مخيف حقا أن تواجه الحكومة مجتمعا كاملا بهكذا تصريحات تصب الزيت على النار وتجعلك تشعر كأنها استسلمت ،مؤسف أن حكومتنا لاتتوفر على بدائل حقيقية وجرأة سياسية بخطاب الأمل لمواجهة الوضع المرير ،لذلك تساءلت مع نفسي ما الذي سيقوله الخارج والمؤسسات المالية الدولية والمستثمرون لما يسمعون حكومتنا تطلق الكلام على عواهنه !!
محمد الغلوسي