وجهة نظر

المؤتمر الوطني الخامس أمام خيارين:إما القطيعة مع التردد والإرتباك،أو، تكريس الخضوع للثقافة السياسية المحافظة؟

*الحلقة الثامنة... *نيشان إلى المؤتمر الوطني الخامس...

أعيد التأكيد هنا، وللمرة الثانية، أن هناك إجماع داخل الحزب على أن المؤتمر الوطني الخامس محطة مفصلية،ستحدد بقراراته،ماإذاكان اجتهاد وتطور الحزب،سيأخذ طريقه إلى الشعب والوطن، أم أنه سيجهض؟ففي الفكر والسياسة لا شيئ محصن، خصوصاً وأن اجتهاد الحزب الوطني والديموقراطي واليساري غير مسبوق،ومنذ قرن من الزمن؛ولقد كانت الظرفية الممتدة من حركة20فبراير وإلى تخليد مئوية أنوال الخالدة،وبكل التطور النوعية وبتجاوز لكل المطلحات المضببة، والتي شكلت بنية ثقافيةداخل التعددية المغربية.
أقول وبثقةتامة،إن تجربة الحزب الإشتراكي ألموحد ،خلال تجربته النضالية بين مؤتمريه، الرابع والخامس(ولا علاقة للحديث هنامع مضامين الثقرير الأدبي الذي سيناقشه المؤتمر) ،هي، أقوى تجربة في تاريخ مسيرة منظومة الأحزاب الوطنية والتقدمية واليسارية المغربيةمنذ عقود وأجيال؛هذه الخلاصة الدامغة لاسبيل لدحضها بأي شكل من الأشكال.
وسبق التأكيد على دور الآمينة العامة للحزب الواضحةوالصامدة، وأغلبية رؤيةوتصور، ومشروع حزب وطن الغد،هو ثالوث الإنتصار على خطة الحملة الإعلامية ضد الرفيقة نبيلة منيب، وعلى خطة قرصنة الحزب،وعلى هدف اجتثات مشروع فكره التجديدي.
عتاد ذلك الثالوث: القطيعتان(القطيعة مع الدوغمائية الماركسية،ومع معادلة إصلاح أم ثورة،أواخر سبعينيات القرن الماضي)، الحاملتان بذرة” مركزية الحركة الإجتماعية”والتي جاء الحراك الشعبي المغربي بعد أزيد من أربعين سنة، وأعطاها المضمون الواقعي، وجاءت أرضية “السيادة الشعبية” فوضعت لها عنوانها بالشكل والروح.

كماأكدت سابقا على مسألة جوهريةومعروفة ومؤكدة، هي،إن مقدمة(توطئةأومدخل) أرضية السيادة الشعبية هي الملخص لأطروحة الأرضية،والمؤطرة   لمتن الأرضيةبرمتها،من هناجائت الأرضية بثلاث مستويات:
-مستوى تقديم نص الأطروحة.
-مستوى التحليل التفصيلي للقضايا، وبمنطق بيداغوجي لمنطلقات الأوطروحة.
-مستوى الأوراق الفرعية  التخصصية.
عبرت أرضية “السيادة الشعبية”علئ مالرموزنا التاريخية من مكانة وتقدير في وعينا الجماعي إلا ان لكل مرحلة مشروعها  المعبر عن روحها ومعناها، رجالها و نساؤها، الممسكون والممسكات  بجوهرها وماهيتها، مناضلون ومناضلات مضحون ومضحيات من أجل ترجمة وعيالمرحلة إلى واقع جديد لوطنهن/م، سمتهن/سمتهم إعمال العقل والإجتهاد الفكري في فهم واستيعاب الواقع،وبمنطق التبصر في تفكيك وتحديد طبيعة التناقضات، وبامتلاك  الشجاعةفي إعلان الحقائق؛ والسير في تسمية الأمور  بمصطلحاتها ومقولاتها المطابقة، والمشروع بعناوينه الصحيحة،مع استشراف  طريق الإنجاز المستقبلي المشروع.
إن النقاش والحوار الديمقراطي مع كل المعنيين والمعنىآت بالسير قدماً لإعادة صياغة الأفكار كان المنهج الأساس لبلورة الأفكار الجماعية؛ولأن القضايا المركبة تفترض  وجود عقلية نقدية جذرية لتحديد ماهية تلك الافكار، فإن المواقف و الممارسة، أي”منطق الفعل” هي الشارحة للمشروع، بكامل أبعاد تميزه وانسجامه وفلسفته الجديدة. خصوصاَ إذا كانت نقطة ارتكاز المشروع هي مركزية الحركة الإجتماعية بكل  دينامياتها التي يحملها المجتمع في أحشاءه.
إن هذه العودة القوية لروح الإجتهادالفكري، وسط الحزب ومحيطه، هي التي أوصلت مناضلات ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد للإتفاق الجماعي والموحد على ان الحزب الإشتراكي ألموحد يسير،وبهدوء ودون ضجيج،صوب إحداث تطورفكري وسياسي نوعي تاريخي في الثقافة السياسية للحزب الإشتراكي ألموحد خاصة وللتعددية الحزبية عامة؛لذلك،يتم التركيز التأكيدي غلى الطبيعة  المفصلية لظرفية 2011-2021 (حركة 20فبراير 2011ومئوية أنوال2021) في تاريخ حزبنا ومساره الفكري والسياسي والتنظيمي على السواء.
مماسبق،تتضح ملحاحية الإجابة على أسئلة المصرية، التالية :
-لماذا العدالة المناطقية  وليس العدالة والمجالية المضببة والملتبسة؟
-لماذا الوطنية المتجددة الجامعة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه وليس الوطنية الإقصائية التي كرستها الحركة الوطنية و التقدمية واليسارية المغربية؟.
-لماذا المصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كل الجهات المهمشةوليس تمجيد السردية الأحادية للوطن الذي كرسته الحركة الوطنية و التقدمية واليسارية المغربية؟.
-لماذا الوحدة الشعبية الحضارية السلمية،وليس الوحدة الفوقية  العددية  المناوئ للنضال الشعبي ؟
-لماذا التعاقد الجديد بين الدولة والمجتمع وليس مجرد إصلاحات دستوريةوسياسية ترقيعية؟
-لماذا اليسار البديل وليس اليسار المتكلسة فكرياَ وشعبياَ؟إجابة أرضية السيادة الشعبية واضحة،والمؤتمر الوطني الخامس،أمام خيارين:إما ترسيم الإختراق الفكري الإجتهادي والسياسي والتنظيمي،والقطيعة مع سقف المحافظة والتقليد لما يسمى بالحركة الوطنية المغربية،أو،التردد والخضوع للمعيقات داخل الحزب وخارجه؟. فعلي مؤتمرنا تقرير إختياره….
#محمد صلحيوي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى